يُحي الأردنيون اليوم ذكرى قريبة من القلب والخاطر والوجدان، فبتاريخ السادس عشر من نيسان، نحتفل باليوم الوطني للعلم، وفي الوقت ذاته أُطلقت شعارات مُتعددة لرفعها في هذا اليوم «لنرفع علمنا عالياً» و «علمنا عالي».
العلم الأردني مرسوم في أعماق كل مواطن، وينظر الأردنيين كافة دوماً إلى علمهم بأسمى معاني الشموخ وبكل يوم، ليس فقط في هذا اليوم، يخفق العلم الأردني بالعلا، ليجسّد قيم الاعتزاز والمجد في أبهى الصور، ويحمل في طياته تاريخ وطن ومسيرة أُمّة، ويروى في ألوانه حكاية شعبٍ لم ينحنِ للتحديات أو الإحباط أو الفتن، ولم يرضخ للمغريات أو لدعوات الغلو أو لواقع الحال، بالرغم من أنّه قد عصف بهذا العلم الأبيّ رياح عاتية، إلا أنّه أبى إلا أن يبقى شامخاً وعالي المقام.
فمنذ العقد الثالث من القرن العشرين وعلمنا يرفرف، وها نحن اليوم نسجّل ذكرى الدخول في العام الرابع من المئوية الثانية للدولة الأردنيّة، ويتجدد فخرنا بقائدنا وانتمائنا ووطننا وعلمنا، فجمعينا نستذكر بجأش قوي وعزيمة ثابتة مقولة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم (حفظه الله ورعاه) في خطابه أثناء افتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس الأمّة في تشرين أول الماضي، وبمشهد مُهيب ومشيراً سيدنا بسبابته عندما خاطب ممثلي الأجهزة الأمنية والقوات المُسلحة قائلاً «هؤلاء هم أبناؤكم وبناتكم، أدوا التحية للعلم، ولبوا الواجب بكل شرف».
فالخطاب الملكي المذكور تم تسطيره بعناية فائقة، واختيار رمزية العلم في كلمة قائد المسيرة كدلالة على قيم المواطنة الصالحة لمؤسسة رائدة كتبت مجدها بالتضحيات والصبر له دلالات واضحة، فالأجهزة الأمنية والجيش العربي رفعوا العلم ودافعوا عنه على مدى عمر الدولة الأردنيّة، رفعوا العلم بالأردن وفي دول الجوار وفي أرجاء المعمورة كافة، وسطّر منتسبي الأجهزة الأمنيّة أبهى الصور في حماية المواطن الأردني والمواطن العربي والمواطن الأجنبي على حد سواء.
وبهذه المناسبة، نستذكر التضحيات في معارك الكرامة واللطرون وباب الواد التي خاضها الجيش العربي على أسوار القدس وعلى ثرى فلسطين؛ ومن خلال المستشفيات الميدانيّة في فلسطين وغزّة وغيرها، وضمن المشاركة في قوات حفظ السلام أو بفرق الانقاذ الطارئة، فقد كان العلم الأردني بألوانه البهيّة وما زال وسيبقى حاضراً مرفرفاً على مستوى دولي، يُضيف إلى سجلات تاريخ الوطن أبهى الصور وأجلّ المواقف، بحضور مُشرّف وأداء احترافي، ودلالات نبيلة بالمجالات الإغاثيّة والانسانيّة والطبيّة والأمنيّة وغيرها.
ولا بد في هذه المناسبة من التطرق إلى الرؤية الملكية للتحديث والتطوير ومواكبة المستجدات والعلم الحديث في الإدارة العامة، ففي مطلع المئوية الثانية من عمر الدولة الأردنيّة؛ جاء التوجيه الملكي لتطوير أداء المؤسّسات الرسميّة، بمسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري، لتسطّر المملكة أنموذجاً اقليمياً من الحداثة والإصلاح والتطور وبنهج تشاركي يُشار إليه بالبنان، فالتجربة الأردنيّة في الإدارة العامة متميزة، واقتصادنا الوطني منعته عالية، وسياستينا النقدية والمالية حصيفتين، وتعملا ضمن الممارسات الدولية الفُضلى، وذلك بالرغم من الأزمات الدوليّة والاضطرابات الإقليميّة والتي باتت نهج عمل في إدارة الدولة الأردنيّة بتحويل التحديات إلى فرص وتذليل العقبات أمام مسيرة الإصلاح والتنمية الشاملة.
ويُرفرف العلم الأردني بالمحافل الدوليّة كافة بنشاط دبلوماسي ملحوظ وأداء احترافي مرموق، بشرعية مستندة إلى رؤية وحكمة الملك وعلاقاته المتميزة مع رؤساء دول وحكومات وبرلمانات الدول الشقيقة والصديقة، وبمواقف مُشرفة سواء لعكس قيم الإسلام السمح من جهة أو الدفاع عن قضايا الإقليم بأشكالها المختلفة من جهة أُخرى، وبما يحقق المصلحة الوطنية العُليا للأردن.
ونفتخر اليوم بأنّ الأردن محطّة لرؤساء الدول والوفود الدولية الرفيعة التي تزور الإقليم، فالعلم الأردني زها إلى جانب أعلام كُبريات الدول على المستويين الإقليمي والدولي في المحافل كافة، وذلك بعمل دؤوب لمواجهة التحديات وإذابتها في أروقة الدبلوماسية الأردنية.
وفي كل يوم، تتجه أنظار الأردنيين نحو رايةٍ ليست كأي راية، إنه علم الوطن، والتوجيه الحكومي للاحتفال باليوم الوطني للعلم وإبراز هذه المناسبة الوطنية العزيزة جاء أساسياً كأحد رموز السيادة الوطنية.
وفي هذا اليوم، لا نرفع العلم فقط فوق المباني والأسوار، بل نرفعه فوق رؤوسنا بكل فخر واعتزاز، ونحمله في قلوبنا بكل حب وانتماء؛ لأن هذا العلم هو الشاهد الصامت على كل شهيد روى دمه تراب الوطن، وعلى كل صيحة نصرٍ في وجه الخوف، وعلى كل حلم كبير يراود طفلًا، وعلى أمل كل مواطن غيور على رفعة وطنه.
فكم مرّت على علمنا رياح التحديات، إلا أنه أبى الا أن يبقى شامخًا... وكم رفرف في لحظات النصر، وكم بقي عاليًا رغم الصعاب. نحن لا نحتفل بالعلم كرمز فقط، بل نحتفل بالكرامة التي يمثلها، وبالوطن الذي يحرسه، وبالجنود الذين أقسموا أن يبقى مرفوعًا في ميادين الشرف والعفة، لا يُدان، ولا يُهان، ولا يُمسّ.
وفي هذا اليوم، نقف جميعاً – من شمال البلاد إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، ومن بدوها وريفها ومخيماتها – نردد في سرّنا قبل علننا: «هذا علمنا... وهذه هويتنا... وهذا وطننا الذي لا بديل عنه.'
ولنحمل العلم لا فقط بأيدينا، بل بسلوكنا، وبعطائنا، وبصدقنا، وبأخلاقنا، وبإيماننا أنّ الأردن أغلى ما نملك. يوم العلم هو وعدٌ متجدد بأن نبقى الأوفياء للقيادة الهاشمية وللوطن الحبيب وللقيم النبيلة السمحة والتي ترعرعنا عليها، وسنبقى على العهد، لا تثنينا الظروف، ولا المصالح الضيقة، ولا المحن الزائلة.
حمى الله الأردن، وأعلى رايات عزّهِ، وحفظ الله جلالة مليكنا، ودعائنا للمولى أن يكلأه بعين رعايته التي لا تنام وأن يمده بالتوفيق والنجاح، وأن يحمي ولي عهده الأمين. وحفظ الله الأردن حراً عزيزاً معطاءاً، وشعبه الوفي، وجيشه العظيم، وعزز مستقبله الزاهر، وعاش علم الوطن خافقاً في أعلى القمم.
يُحي الأردنيون اليوم ذكرى قريبة من القلب والخاطر والوجدان، فبتاريخ السادس عشر من نيسان، نحتفل باليوم الوطني للعلم، وفي الوقت ذاته أُطلقت شعارات مُتعددة لرفعها في هذا اليوم «لنرفع علمنا عالياً» و «علمنا عالي».
العلم الأردني مرسوم في أعماق كل مواطن، وينظر الأردنيين كافة دوماً إلى علمهم بأسمى معاني الشموخ وبكل يوم، ليس فقط في هذا اليوم، يخفق العلم الأردني بالعلا، ليجسّد قيم الاعتزاز والمجد في أبهى الصور، ويحمل في طياته تاريخ وطن ومسيرة أُمّة، ويروى في ألوانه حكاية شعبٍ لم ينحنِ للتحديات أو الإحباط أو الفتن، ولم يرضخ للمغريات أو لدعوات الغلو أو لواقع الحال، بالرغم من أنّه قد عصف بهذا العلم الأبيّ رياح عاتية، إلا أنّه أبى إلا أن يبقى شامخاً وعالي المقام.
فمنذ العقد الثالث من القرن العشرين وعلمنا يرفرف، وها نحن اليوم نسجّل ذكرى الدخول في العام الرابع من المئوية الثانية للدولة الأردنيّة، ويتجدد فخرنا بقائدنا وانتمائنا ووطننا وعلمنا، فجمعينا نستذكر بجأش قوي وعزيمة ثابتة مقولة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم (حفظه الله ورعاه) في خطابه أثناء افتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس الأمّة في تشرين أول الماضي، وبمشهد مُهيب ومشيراً سيدنا بسبابته عندما خاطب ممثلي الأجهزة الأمنية والقوات المُسلحة قائلاً «هؤلاء هم أبناؤكم وبناتكم، أدوا التحية للعلم، ولبوا الواجب بكل شرف».
فالخطاب الملكي المذكور تم تسطيره بعناية فائقة، واختيار رمزية العلم في كلمة قائد المسيرة كدلالة على قيم المواطنة الصالحة لمؤسسة رائدة كتبت مجدها بالتضحيات والصبر له دلالات واضحة، فالأجهزة الأمنية والجيش العربي رفعوا العلم ودافعوا عنه على مدى عمر الدولة الأردنيّة، رفعوا العلم بالأردن وفي دول الجوار وفي أرجاء المعمورة كافة، وسطّر منتسبي الأجهزة الأمنيّة أبهى الصور في حماية المواطن الأردني والمواطن العربي والمواطن الأجنبي على حد سواء.
وبهذه المناسبة، نستذكر التضحيات في معارك الكرامة واللطرون وباب الواد التي خاضها الجيش العربي على أسوار القدس وعلى ثرى فلسطين؛ ومن خلال المستشفيات الميدانيّة في فلسطين وغزّة وغيرها، وضمن المشاركة في قوات حفظ السلام أو بفرق الانقاذ الطارئة، فقد كان العلم الأردني بألوانه البهيّة وما زال وسيبقى حاضراً مرفرفاً على مستوى دولي، يُضيف إلى سجلات تاريخ الوطن أبهى الصور وأجلّ المواقف، بحضور مُشرّف وأداء احترافي، ودلالات نبيلة بالمجالات الإغاثيّة والانسانيّة والطبيّة والأمنيّة وغيرها.
ولا بد في هذه المناسبة من التطرق إلى الرؤية الملكية للتحديث والتطوير ومواكبة المستجدات والعلم الحديث في الإدارة العامة، ففي مطلع المئوية الثانية من عمر الدولة الأردنيّة؛ جاء التوجيه الملكي لتطوير أداء المؤسّسات الرسميّة، بمسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري، لتسطّر المملكة أنموذجاً اقليمياً من الحداثة والإصلاح والتطور وبنهج تشاركي يُشار إليه بالبنان، فالتجربة الأردنيّة في الإدارة العامة متميزة، واقتصادنا الوطني منعته عالية، وسياستينا النقدية والمالية حصيفتين، وتعملا ضمن الممارسات الدولية الفُضلى، وذلك بالرغم من الأزمات الدوليّة والاضطرابات الإقليميّة والتي باتت نهج عمل في إدارة الدولة الأردنيّة بتحويل التحديات إلى فرص وتذليل العقبات أمام مسيرة الإصلاح والتنمية الشاملة.
ويُرفرف العلم الأردني بالمحافل الدوليّة كافة بنشاط دبلوماسي ملحوظ وأداء احترافي مرموق، بشرعية مستندة إلى رؤية وحكمة الملك وعلاقاته المتميزة مع رؤساء دول وحكومات وبرلمانات الدول الشقيقة والصديقة، وبمواقف مُشرفة سواء لعكس قيم الإسلام السمح من جهة أو الدفاع عن قضايا الإقليم بأشكالها المختلفة من جهة أُخرى، وبما يحقق المصلحة الوطنية العُليا للأردن.
ونفتخر اليوم بأنّ الأردن محطّة لرؤساء الدول والوفود الدولية الرفيعة التي تزور الإقليم، فالعلم الأردني زها إلى جانب أعلام كُبريات الدول على المستويين الإقليمي والدولي في المحافل كافة، وذلك بعمل دؤوب لمواجهة التحديات وإذابتها في أروقة الدبلوماسية الأردنية.
وفي كل يوم، تتجه أنظار الأردنيين نحو رايةٍ ليست كأي راية، إنه علم الوطن، والتوجيه الحكومي للاحتفال باليوم الوطني للعلم وإبراز هذه المناسبة الوطنية العزيزة جاء أساسياً كأحد رموز السيادة الوطنية.
وفي هذا اليوم، لا نرفع العلم فقط فوق المباني والأسوار، بل نرفعه فوق رؤوسنا بكل فخر واعتزاز، ونحمله في قلوبنا بكل حب وانتماء؛ لأن هذا العلم هو الشاهد الصامت على كل شهيد روى دمه تراب الوطن، وعلى كل صيحة نصرٍ في وجه الخوف، وعلى كل حلم كبير يراود طفلًا، وعلى أمل كل مواطن غيور على رفعة وطنه.
فكم مرّت على علمنا رياح التحديات، إلا أنه أبى الا أن يبقى شامخًا... وكم رفرف في لحظات النصر، وكم بقي عاليًا رغم الصعاب. نحن لا نحتفل بالعلم كرمز فقط، بل نحتفل بالكرامة التي يمثلها، وبالوطن الذي يحرسه، وبالجنود الذين أقسموا أن يبقى مرفوعًا في ميادين الشرف والعفة، لا يُدان، ولا يُهان، ولا يُمسّ.
وفي هذا اليوم، نقف جميعاً – من شمال البلاد إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، ومن بدوها وريفها ومخيماتها – نردد في سرّنا قبل علننا: «هذا علمنا... وهذه هويتنا... وهذا وطننا الذي لا بديل عنه.'
ولنحمل العلم لا فقط بأيدينا، بل بسلوكنا، وبعطائنا، وبصدقنا، وبأخلاقنا، وبإيماننا أنّ الأردن أغلى ما نملك. يوم العلم هو وعدٌ متجدد بأن نبقى الأوفياء للقيادة الهاشمية وللوطن الحبيب وللقيم النبيلة السمحة والتي ترعرعنا عليها، وسنبقى على العهد، لا تثنينا الظروف، ولا المصالح الضيقة، ولا المحن الزائلة.
حمى الله الأردن، وأعلى رايات عزّهِ، وحفظ الله جلالة مليكنا، ودعائنا للمولى أن يكلأه بعين رعايته التي لا تنام وأن يمده بالتوفيق والنجاح، وأن يحمي ولي عهده الأمين. وحفظ الله الأردن حراً عزيزاً معطاءاً، وشعبه الوفي، وجيشه العظيم، وعزز مستقبله الزاهر، وعاش علم الوطن خافقاً في أعلى القمم.
يُحي الأردنيون اليوم ذكرى قريبة من القلب والخاطر والوجدان، فبتاريخ السادس عشر من نيسان، نحتفل باليوم الوطني للعلم، وفي الوقت ذاته أُطلقت شعارات مُتعددة لرفعها في هذا اليوم «لنرفع علمنا عالياً» و «علمنا عالي».
العلم الأردني مرسوم في أعماق كل مواطن، وينظر الأردنيين كافة دوماً إلى علمهم بأسمى معاني الشموخ وبكل يوم، ليس فقط في هذا اليوم، يخفق العلم الأردني بالعلا، ليجسّد قيم الاعتزاز والمجد في أبهى الصور، ويحمل في طياته تاريخ وطن ومسيرة أُمّة، ويروى في ألوانه حكاية شعبٍ لم ينحنِ للتحديات أو الإحباط أو الفتن، ولم يرضخ للمغريات أو لدعوات الغلو أو لواقع الحال، بالرغم من أنّه قد عصف بهذا العلم الأبيّ رياح عاتية، إلا أنّه أبى إلا أن يبقى شامخاً وعالي المقام.
فمنذ العقد الثالث من القرن العشرين وعلمنا يرفرف، وها نحن اليوم نسجّل ذكرى الدخول في العام الرابع من المئوية الثانية للدولة الأردنيّة، ويتجدد فخرنا بقائدنا وانتمائنا ووطننا وعلمنا، فجمعينا نستذكر بجأش قوي وعزيمة ثابتة مقولة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم (حفظه الله ورعاه) في خطابه أثناء افتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس الأمّة في تشرين أول الماضي، وبمشهد مُهيب ومشيراً سيدنا بسبابته عندما خاطب ممثلي الأجهزة الأمنية والقوات المُسلحة قائلاً «هؤلاء هم أبناؤكم وبناتكم، أدوا التحية للعلم، ولبوا الواجب بكل شرف».
فالخطاب الملكي المذكور تم تسطيره بعناية فائقة، واختيار رمزية العلم في كلمة قائد المسيرة كدلالة على قيم المواطنة الصالحة لمؤسسة رائدة كتبت مجدها بالتضحيات والصبر له دلالات واضحة، فالأجهزة الأمنية والجيش العربي رفعوا العلم ودافعوا عنه على مدى عمر الدولة الأردنيّة، رفعوا العلم بالأردن وفي دول الجوار وفي أرجاء المعمورة كافة، وسطّر منتسبي الأجهزة الأمنيّة أبهى الصور في حماية المواطن الأردني والمواطن العربي والمواطن الأجنبي على حد سواء.
وبهذه المناسبة، نستذكر التضحيات في معارك الكرامة واللطرون وباب الواد التي خاضها الجيش العربي على أسوار القدس وعلى ثرى فلسطين؛ ومن خلال المستشفيات الميدانيّة في فلسطين وغزّة وغيرها، وضمن المشاركة في قوات حفظ السلام أو بفرق الانقاذ الطارئة، فقد كان العلم الأردني بألوانه البهيّة وما زال وسيبقى حاضراً مرفرفاً على مستوى دولي، يُضيف إلى سجلات تاريخ الوطن أبهى الصور وأجلّ المواقف، بحضور مُشرّف وأداء احترافي، ودلالات نبيلة بالمجالات الإغاثيّة والانسانيّة والطبيّة والأمنيّة وغيرها.
ولا بد في هذه المناسبة من التطرق إلى الرؤية الملكية للتحديث والتطوير ومواكبة المستجدات والعلم الحديث في الإدارة العامة، ففي مطلع المئوية الثانية من عمر الدولة الأردنيّة؛ جاء التوجيه الملكي لتطوير أداء المؤسّسات الرسميّة، بمسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري، لتسطّر المملكة أنموذجاً اقليمياً من الحداثة والإصلاح والتطور وبنهج تشاركي يُشار إليه بالبنان، فالتجربة الأردنيّة في الإدارة العامة متميزة، واقتصادنا الوطني منعته عالية، وسياستينا النقدية والمالية حصيفتين، وتعملا ضمن الممارسات الدولية الفُضلى، وذلك بالرغم من الأزمات الدوليّة والاضطرابات الإقليميّة والتي باتت نهج عمل في إدارة الدولة الأردنيّة بتحويل التحديات إلى فرص وتذليل العقبات أمام مسيرة الإصلاح والتنمية الشاملة.
ويُرفرف العلم الأردني بالمحافل الدوليّة كافة بنشاط دبلوماسي ملحوظ وأداء احترافي مرموق، بشرعية مستندة إلى رؤية وحكمة الملك وعلاقاته المتميزة مع رؤساء دول وحكومات وبرلمانات الدول الشقيقة والصديقة، وبمواقف مُشرفة سواء لعكس قيم الإسلام السمح من جهة أو الدفاع عن قضايا الإقليم بأشكالها المختلفة من جهة أُخرى، وبما يحقق المصلحة الوطنية العُليا للأردن.
ونفتخر اليوم بأنّ الأردن محطّة لرؤساء الدول والوفود الدولية الرفيعة التي تزور الإقليم، فالعلم الأردني زها إلى جانب أعلام كُبريات الدول على المستويين الإقليمي والدولي في المحافل كافة، وذلك بعمل دؤوب لمواجهة التحديات وإذابتها في أروقة الدبلوماسية الأردنية.
وفي كل يوم، تتجه أنظار الأردنيين نحو رايةٍ ليست كأي راية، إنه علم الوطن، والتوجيه الحكومي للاحتفال باليوم الوطني للعلم وإبراز هذه المناسبة الوطنية العزيزة جاء أساسياً كأحد رموز السيادة الوطنية.
وفي هذا اليوم، لا نرفع العلم فقط فوق المباني والأسوار، بل نرفعه فوق رؤوسنا بكل فخر واعتزاز، ونحمله في قلوبنا بكل حب وانتماء؛ لأن هذا العلم هو الشاهد الصامت على كل شهيد روى دمه تراب الوطن، وعلى كل صيحة نصرٍ في وجه الخوف، وعلى كل حلم كبير يراود طفلًا، وعلى أمل كل مواطن غيور على رفعة وطنه.
فكم مرّت على علمنا رياح التحديات، إلا أنه أبى الا أن يبقى شامخًا... وكم رفرف في لحظات النصر، وكم بقي عاليًا رغم الصعاب. نحن لا نحتفل بالعلم كرمز فقط، بل نحتفل بالكرامة التي يمثلها، وبالوطن الذي يحرسه، وبالجنود الذين أقسموا أن يبقى مرفوعًا في ميادين الشرف والعفة، لا يُدان، ولا يُهان، ولا يُمسّ.
وفي هذا اليوم، نقف جميعاً – من شمال البلاد إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، ومن بدوها وريفها ومخيماتها – نردد في سرّنا قبل علننا: «هذا علمنا... وهذه هويتنا... وهذا وطننا الذي لا بديل عنه.'
ولنحمل العلم لا فقط بأيدينا، بل بسلوكنا، وبعطائنا، وبصدقنا، وبأخلاقنا، وبإيماننا أنّ الأردن أغلى ما نملك. يوم العلم هو وعدٌ متجدد بأن نبقى الأوفياء للقيادة الهاشمية وللوطن الحبيب وللقيم النبيلة السمحة والتي ترعرعنا عليها، وسنبقى على العهد، لا تثنينا الظروف، ولا المصالح الضيقة، ولا المحن الزائلة.
حمى الله الأردن، وأعلى رايات عزّهِ، وحفظ الله جلالة مليكنا، ودعائنا للمولى أن يكلأه بعين رعايته التي لا تنام وأن يمده بالتوفيق والنجاح، وأن يحمي ولي عهده الأمين. وحفظ الله الأردن حراً عزيزاً معطاءاً، وشعبه الوفي، وجيشه العظيم، وعزز مستقبله الزاهر، وعاش علم الوطن خافقاً في أعلى القمم.
التعليقات