مع أنّ الطرح الذي تقدّم به الرئيس الأمريكي بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة غير معقول، وفيه خروج على القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، ومع أنّ فيه شبهة 'التطهير العرقي' إلّا أنّ العرب -وفي مقدمتهم الفلسطينيون بالطبع- يجب أن يأخذوه على محمل الجد، وألّا يكتفوا بالرد عليه ببيانات الشجب والإدانة، بل بخطوات عملية، وبخاصة أنه حاول أن يُلبس مُقترحه لَبُوساً إنسانياً حيث زعم أنّ القطاع مُدمّر ويفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، وأنّ الفلسطينيين لم يغادروا لأنه لم يكن لديهم بديل في الواقع، ولعلّ أهم الخطوات العملية التي يجب أن يتخذها العرب، والتي يمكن أن تُبطل ' فكرة' ترامب، وتقدّم بديلاً عنها هي:
أولاً: توحيد الصف الفلسطيني من خلال إجراء هام ومُستحق منذ زمن بعيد وهو: ضم حركة 'حماس'، وحركة 'الجهاد الإسلامي' إلى منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والدعوة لانتخابات عامة: برلمانية ورئاسية في أقرب وقت ممكن، وذلك لإكساب العمل السياسي الفلسطيني المشروعية (Legitimacy) اللازمة أمام العالم.
ثانياً: تشكيل حكومة وطنية فلسطينية غير فصائلية ولكنها ُممثّلة لكافة الاتجاهات والتيارات والأطياف الفلسطينية، بحيث تضطلع بمسؤولية إدارة قطاع غزة وإعادة إعماره، ولا بأس في أن يكون لها غطاء فلسطيني من منظمة التحرير الفلسطينية المُعترف بها دولياً.
ثالثاً: عقد اجتماع طارئ للقمة العربية بحيث يأخذ قراراً جماعياً يرفض فكرة ترامب المتعلقة بتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وتقديم بديل ذي مصداقية عنها.
رابعاً: بلورة خطة إعمار مدروسة لقطاع غزة بحيث تتشارك فيه كافة الدول العربية حسب قدراتها، وإمكاناتها، ويمكن توزيع المهام هذه من خلال الجامعة العربية بحيث تتكفل بعض الدول بإزالة الركام وفتح الطرق، وتتكفل الأخرى بتقديم المساكن المؤقتة والخيام، وتتولى ثالثة توفير الخدمات الصحية، وتتولى الرابعة الخدمات التعليمية وهكذا.
خامساً: تشكيل لجنة من وزراء الخارجية العرب لزيارة عواصم الدول الخمس ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن (أمريكا، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا) للتباحث معهم بشأن تطبيق 'حل الدولتين' المقبول من الشرعية الدولية.
سادساً: تقديم قرار إلى مجلس الأمن الدولي ينص على منع تهجير الفلسطينيين من أرضهم حيث يشكل ذلك تطهيراً عرقياً مخالفاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، فضلاً عن أنه مرفوض فلسطينياً، وعربياً، ودولياً.
سابعاً: إفهام الحكومة الإسرائيلية أنّ محاولة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء يهدد اتفاقيه 'كامب ديفيد' بين مصر وإسرائيل، كما أنّ محاولة تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن يهدد اتفاقية 'وادي عربة' بين الأردن وإسرائيل.
ثامناً: تقديم الدعم العربي اللازم لتعزيز صمود الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث أنها مهددة أكثر من قطاع غزة، وغني عن القول أنّ اليهود يعتبرونها 'يهودا والسامرة' وعلى أنها جزء من وطنهم التاريخي الذي وعدهم 'الرب' به.
تاسعاً: تمتين العلاقات العربية مع روسيا والصين، ودول 'البريكس' لموازنة النفوذ الأمريكي.
عاشراً: التواصل مع الجهات المعارضة والمؤثرة في الولايات المتحدة لمُقترح ترامب كالجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي، والتجمعات الشبابية في الجامعات الأمريكية، وبعض المشرعين والصحفيين الموضوعيين المنطقيين.
هل هذه أفكار 'مثالية' مأخوذة من عالم 'اليوتوبيا' أم أنها ممكنة التحقيق إذا ما توفر الفهم والوعي بخطورة المسألة ومآلاتها، وإذا ما تحققت الإرادة 'بفعل' شيء، وعدم التوقف عند 'صرف' الكلمات، والمواقف 'العنترية' التي لا تقدم ولا تؤخر.
لقد قدم ترامب خلال عهدته الاولى (2016- 2020) 'صفقة القرن' ولكنه لم يستطع فرضها، وحتى اعترافه بالقدس 'عاصمة موحدة وأبدية' لإسرائيل لم تحظَ بالاعتراف الدولي وبقيت القدس جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة حسب قرارات الأمم المتحدة، وكذلك بقي 'الجولان' السوري أرضاً محتلة وفقاً للشرعية الدولية برغم موافقة ترامب على بسط السيطرة الإسرائيلية عليه.
إنّ مقترحات 'ترامب' ليست قدراً لا رادّ له، بل هي أفكار رئيس دولة عظمى يجب الاهتمام بها وبلورة الخطط العملية المنطقية البديلة لها حتى نستطيع إقناع العالم وليس ترامب فقط، بأنّ مقترحاته غير قابله للتطبيق وأن هناك مقترحات بديلة قابلة للتطبيق وأكثر معقولية منها.
مع أنّ الطرح الذي تقدّم به الرئيس الأمريكي بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة غير معقول، وفيه خروج على القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، ومع أنّ فيه شبهة 'التطهير العرقي' إلّا أنّ العرب -وفي مقدمتهم الفلسطينيون بالطبع- يجب أن يأخذوه على محمل الجد، وألّا يكتفوا بالرد عليه ببيانات الشجب والإدانة، بل بخطوات عملية، وبخاصة أنه حاول أن يُلبس مُقترحه لَبُوساً إنسانياً حيث زعم أنّ القطاع مُدمّر ويفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، وأنّ الفلسطينيين لم يغادروا لأنه لم يكن لديهم بديل في الواقع، ولعلّ أهم الخطوات العملية التي يجب أن يتخذها العرب، والتي يمكن أن تُبطل ' فكرة' ترامب، وتقدّم بديلاً عنها هي:
أولاً: توحيد الصف الفلسطيني من خلال إجراء هام ومُستحق منذ زمن بعيد وهو: ضم حركة 'حماس'، وحركة 'الجهاد الإسلامي' إلى منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والدعوة لانتخابات عامة: برلمانية ورئاسية في أقرب وقت ممكن، وذلك لإكساب العمل السياسي الفلسطيني المشروعية (Legitimacy) اللازمة أمام العالم.
ثانياً: تشكيل حكومة وطنية فلسطينية غير فصائلية ولكنها ُممثّلة لكافة الاتجاهات والتيارات والأطياف الفلسطينية، بحيث تضطلع بمسؤولية إدارة قطاع غزة وإعادة إعماره، ولا بأس في أن يكون لها غطاء فلسطيني من منظمة التحرير الفلسطينية المُعترف بها دولياً.
ثالثاً: عقد اجتماع طارئ للقمة العربية بحيث يأخذ قراراً جماعياً يرفض فكرة ترامب المتعلقة بتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وتقديم بديل ذي مصداقية عنها.
رابعاً: بلورة خطة إعمار مدروسة لقطاع غزة بحيث تتشارك فيه كافة الدول العربية حسب قدراتها، وإمكاناتها، ويمكن توزيع المهام هذه من خلال الجامعة العربية بحيث تتكفل بعض الدول بإزالة الركام وفتح الطرق، وتتكفل الأخرى بتقديم المساكن المؤقتة والخيام، وتتولى ثالثة توفير الخدمات الصحية، وتتولى الرابعة الخدمات التعليمية وهكذا.
خامساً: تشكيل لجنة من وزراء الخارجية العرب لزيارة عواصم الدول الخمس ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن (أمريكا، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا) للتباحث معهم بشأن تطبيق 'حل الدولتين' المقبول من الشرعية الدولية.
سادساً: تقديم قرار إلى مجلس الأمن الدولي ينص على منع تهجير الفلسطينيين من أرضهم حيث يشكل ذلك تطهيراً عرقياً مخالفاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، فضلاً عن أنه مرفوض فلسطينياً، وعربياً، ودولياً.
سابعاً: إفهام الحكومة الإسرائيلية أنّ محاولة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء يهدد اتفاقيه 'كامب ديفيد' بين مصر وإسرائيل، كما أنّ محاولة تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن يهدد اتفاقية 'وادي عربة' بين الأردن وإسرائيل.
ثامناً: تقديم الدعم العربي اللازم لتعزيز صمود الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث أنها مهددة أكثر من قطاع غزة، وغني عن القول أنّ اليهود يعتبرونها 'يهودا والسامرة' وعلى أنها جزء من وطنهم التاريخي الذي وعدهم 'الرب' به.
تاسعاً: تمتين العلاقات العربية مع روسيا والصين، ودول 'البريكس' لموازنة النفوذ الأمريكي.
عاشراً: التواصل مع الجهات المعارضة والمؤثرة في الولايات المتحدة لمُقترح ترامب كالجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي، والتجمعات الشبابية في الجامعات الأمريكية، وبعض المشرعين والصحفيين الموضوعيين المنطقيين.
هل هذه أفكار 'مثالية' مأخوذة من عالم 'اليوتوبيا' أم أنها ممكنة التحقيق إذا ما توفر الفهم والوعي بخطورة المسألة ومآلاتها، وإذا ما تحققت الإرادة 'بفعل' شيء، وعدم التوقف عند 'صرف' الكلمات، والمواقف 'العنترية' التي لا تقدم ولا تؤخر.
لقد قدم ترامب خلال عهدته الاولى (2016- 2020) 'صفقة القرن' ولكنه لم يستطع فرضها، وحتى اعترافه بالقدس 'عاصمة موحدة وأبدية' لإسرائيل لم تحظَ بالاعتراف الدولي وبقيت القدس جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة حسب قرارات الأمم المتحدة، وكذلك بقي 'الجولان' السوري أرضاً محتلة وفقاً للشرعية الدولية برغم موافقة ترامب على بسط السيطرة الإسرائيلية عليه.
إنّ مقترحات 'ترامب' ليست قدراً لا رادّ له، بل هي أفكار رئيس دولة عظمى يجب الاهتمام بها وبلورة الخطط العملية المنطقية البديلة لها حتى نستطيع إقناع العالم وليس ترامب فقط، بأنّ مقترحاته غير قابله للتطبيق وأن هناك مقترحات بديلة قابلة للتطبيق وأكثر معقولية منها.
مع أنّ الطرح الذي تقدّم به الرئيس الأمريكي بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة غير معقول، وفيه خروج على القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، ومع أنّ فيه شبهة 'التطهير العرقي' إلّا أنّ العرب -وفي مقدمتهم الفلسطينيون بالطبع- يجب أن يأخذوه على محمل الجد، وألّا يكتفوا بالرد عليه ببيانات الشجب والإدانة، بل بخطوات عملية، وبخاصة أنه حاول أن يُلبس مُقترحه لَبُوساً إنسانياً حيث زعم أنّ القطاع مُدمّر ويفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، وأنّ الفلسطينيين لم يغادروا لأنه لم يكن لديهم بديل في الواقع، ولعلّ أهم الخطوات العملية التي يجب أن يتخذها العرب، والتي يمكن أن تُبطل ' فكرة' ترامب، وتقدّم بديلاً عنها هي:
أولاً: توحيد الصف الفلسطيني من خلال إجراء هام ومُستحق منذ زمن بعيد وهو: ضم حركة 'حماس'، وحركة 'الجهاد الإسلامي' إلى منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والدعوة لانتخابات عامة: برلمانية ورئاسية في أقرب وقت ممكن، وذلك لإكساب العمل السياسي الفلسطيني المشروعية (Legitimacy) اللازمة أمام العالم.
ثانياً: تشكيل حكومة وطنية فلسطينية غير فصائلية ولكنها ُممثّلة لكافة الاتجاهات والتيارات والأطياف الفلسطينية، بحيث تضطلع بمسؤولية إدارة قطاع غزة وإعادة إعماره، ولا بأس في أن يكون لها غطاء فلسطيني من منظمة التحرير الفلسطينية المُعترف بها دولياً.
ثالثاً: عقد اجتماع طارئ للقمة العربية بحيث يأخذ قراراً جماعياً يرفض فكرة ترامب المتعلقة بتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وتقديم بديل ذي مصداقية عنها.
رابعاً: بلورة خطة إعمار مدروسة لقطاع غزة بحيث تتشارك فيه كافة الدول العربية حسب قدراتها، وإمكاناتها، ويمكن توزيع المهام هذه من خلال الجامعة العربية بحيث تتكفل بعض الدول بإزالة الركام وفتح الطرق، وتتكفل الأخرى بتقديم المساكن المؤقتة والخيام، وتتولى ثالثة توفير الخدمات الصحية، وتتولى الرابعة الخدمات التعليمية وهكذا.
خامساً: تشكيل لجنة من وزراء الخارجية العرب لزيارة عواصم الدول الخمس ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن (أمريكا، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا) للتباحث معهم بشأن تطبيق 'حل الدولتين' المقبول من الشرعية الدولية.
سادساً: تقديم قرار إلى مجلس الأمن الدولي ينص على منع تهجير الفلسطينيين من أرضهم حيث يشكل ذلك تطهيراً عرقياً مخالفاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، فضلاً عن أنه مرفوض فلسطينياً، وعربياً، ودولياً.
سابعاً: إفهام الحكومة الإسرائيلية أنّ محاولة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء يهدد اتفاقيه 'كامب ديفيد' بين مصر وإسرائيل، كما أنّ محاولة تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن يهدد اتفاقية 'وادي عربة' بين الأردن وإسرائيل.
ثامناً: تقديم الدعم العربي اللازم لتعزيز صمود الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث أنها مهددة أكثر من قطاع غزة، وغني عن القول أنّ اليهود يعتبرونها 'يهودا والسامرة' وعلى أنها جزء من وطنهم التاريخي الذي وعدهم 'الرب' به.
تاسعاً: تمتين العلاقات العربية مع روسيا والصين، ودول 'البريكس' لموازنة النفوذ الأمريكي.
عاشراً: التواصل مع الجهات المعارضة والمؤثرة في الولايات المتحدة لمُقترح ترامب كالجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي، والتجمعات الشبابية في الجامعات الأمريكية، وبعض المشرعين والصحفيين الموضوعيين المنطقيين.
هل هذه أفكار 'مثالية' مأخوذة من عالم 'اليوتوبيا' أم أنها ممكنة التحقيق إذا ما توفر الفهم والوعي بخطورة المسألة ومآلاتها، وإذا ما تحققت الإرادة 'بفعل' شيء، وعدم التوقف عند 'صرف' الكلمات، والمواقف 'العنترية' التي لا تقدم ولا تؤخر.
لقد قدم ترامب خلال عهدته الاولى (2016- 2020) 'صفقة القرن' ولكنه لم يستطع فرضها، وحتى اعترافه بالقدس 'عاصمة موحدة وأبدية' لإسرائيل لم تحظَ بالاعتراف الدولي وبقيت القدس جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة حسب قرارات الأمم المتحدة، وكذلك بقي 'الجولان' السوري أرضاً محتلة وفقاً للشرعية الدولية برغم موافقة ترامب على بسط السيطرة الإسرائيلية عليه.
إنّ مقترحات 'ترامب' ليست قدراً لا رادّ له، بل هي أفكار رئيس دولة عظمى يجب الاهتمام بها وبلورة الخطط العملية المنطقية البديلة لها حتى نستطيع إقناع العالم وليس ترامب فقط، بأنّ مقترحاته غير قابله للتطبيق وأن هناك مقترحات بديلة قابلة للتطبيق وأكثر معقولية منها.
التعليقات