يحل الثامن من آذار كل عام محمّلًا بمعانٍ تتجاوز الاحتفاء الظرفي بالمرأة إلى استدعاء حضورها الجوهري في البناء الاجتماعي والتنمية الشاملة، بما في ذلك الأبعاد الاقتصادية والمعرفية والسياسية. فهو ليس مجرّد مناسبة لتكريم النساء، بل لحظة تأمل في أدوارهن المتعددة و عزيمتهن من أجل الاعتراف بمكانتهن كشريكات فاعلات في نهضة المجتمعات وإذا كان لهذه المناسبة أن تسلط الضوء على إحدى الميادين التي أبدعت فيها المرأة وأرست فيها تقاليد التميز والعطاء، فإن القطاع الصحي، وتحديدًا التمريض، يتصدر المشهد بوصفه مجالًا ارتبط تاريخيًا بالمرأة، لكن ليس بالمعنى التقليدي الذي يحصر دورها في العطف والرعاية، بل بوصفه مجالًا تجسّد فيه قيم القوة والصبر والحكمة والمسؤولية والقيادة. فالمرأة الممرضة اليوم ليست مجرّد مساعدة في منظومة الرعاية الصحية، بل فاعلة في تطويرها، مبدعة في أكاديميتها، رائدة في بحوثها، وصاحبة رؤية في إدارتها، ترفد المجال بخبرات تعزز من قدراته وتدفعه نحو آفاق تنافسية تتجاوز الإطار المحلي إلى مصاف العالمية. والأردن، الذي بات ينافس الدول المتقدمة في هذا المضمار، ما هو إلا مثال حي على هذه المسيرة التي كانت المرأة – ولا تزال – في طليعتها، تكتب فصولها بصبرها وعلمها وكفاءتها. أما على صعيد القيادة والريادة، فلا يمكن الحديث عن تطور هذا الميدان دون التوقف عند صاحبة السمو الملكي الأميرة منى حفظها الله ورعاها، التي لم تكن مجرد رمز تشريفي، بل كانت – ولا تزال – نموذجًا مؤسِّسًا، ألهم أجيالًا من النساء اللواتي سرن على ذات النهج، متقدّمات الصفوف في ميادين البحث والأكاديميا، وفي الإدارة والتنمية، وفي الابتكار وصناعة المستقبل. فالريادة هنا لم تكن مجرد حالة فردية، بل كانت لحظة تأسيس لوعي جديد بدور المرأة في هذا القطاع، ولبنة في بناء تصوّر حديث للقيادة النسائية في المجال الصحي غير أن هذه المسيرة، بكل ما تحقق فيها من منجزات وما تم تخطيه من عثرات، لا تزال مفتوحة على تحديات لا يمكن تجاهلها، خصوصًا في المجتمعات النامية، حيث تواجه النساء في هذا المجال – كما في غيره – أشكالًا بنيوية من التمييز والتهميش سواء في فرص التوظيف، أو في تقلّد المناصب القيادية. وهذا التمييز، وإنْ حاول البعض تسويغه بأعذار اقتصادية أو اجتماعية، إلا أنه لا زال يمارس بوعي أو دون وعي، ضد شريحة حملت – وما تزال تحمل – على عاتقها العبء الأكبر في هذا القطاع. وإذا كنا اليوم نحتفي بيوم المرأة العالمي، فإن هذه المناسبة ليست مجرد طقس احتفالي، بل محطة للتأمل في رمزية مهنة التمريض، التي اختزلت أسمى القيم الإنسانية، فكانت تعبيرًا عن العطاء والتضحية، وعن المسؤولية التي تسمو بها الأمم وتنهض بها المجتمعات. ولأولئك اللواتي يقفن في الصفوف الأمامية لهذا المجال، لا يسعنا إلا أن نقول: أنتن القادرات، الشجاعات، الثابتات كالأشجار الطيبة، تضربن بجذوركن في الأرض، وترفعن فروعكن لتعانق السماء.
* عميد كلية التمريض في الجامعة الأردنية
يحل الثامن من آذار كل عام محمّلًا بمعانٍ تتجاوز الاحتفاء الظرفي بالمرأة إلى استدعاء حضورها الجوهري في البناء الاجتماعي والتنمية الشاملة، بما في ذلك الأبعاد الاقتصادية والمعرفية والسياسية. فهو ليس مجرّد مناسبة لتكريم النساء، بل لحظة تأمل في أدوارهن المتعددة و عزيمتهن من أجل الاعتراف بمكانتهن كشريكات فاعلات في نهضة المجتمعات وإذا كان لهذه المناسبة أن تسلط الضوء على إحدى الميادين التي أبدعت فيها المرأة وأرست فيها تقاليد التميز والعطاء، فإن القطاع الصحي، وتحديدًا التمريض، يتصدر المشهد بوصفه مجالًا ارتبط تاريخيًا بالمرأة، لكن ليس بالمعنى التقليدي الذي يحصر دورها في العطف والرعاية، بل بوصفه مجالًا تجسّد فيه قيم القوة والصبر والحكمة والمسؤولية والقيادة. فالمرأة الممرضة اليوم ليست مجرّد مساعدة في منظومة الرعاية الصحية، بل فاعلة في تطويرها، مبدعة في أكاديميتها، رائدة في بحوثها، وصاحبة رؤية في إدارتها، ترفد المجال بخبرات تعزز من قدراته وتدفعه نحو آفاق تنافسية تتجاوز الإطار المحلي إلى مصاف العالمية. والأردن، الذي بات ينافس الدول المتقدمة في هذا المضمار، ما هو إلا مثال حي على هذه المسيرة التي كانت المرأة – ولا تزال – في طليعتها، تكتب فصولها بصبرها وعلمها وكفاءتها. أما على صعيد القيادة والريادة، فلا يمكن الحديث عن تطور هذا الميدان دون التوقف عند صاحبة السمو الملكي الأميرة منى حفظها الله ورعاها، التي لم تكن مجرد رمز تشريفي، بل كانت – ولا تزال – نموذجًا مؤسِّسًا، ألهم أجيالًا من النساء اللواتي سرن على ذات النهج، متقدّمات الصفوف في ميادين البحث والأكاديميا، وفي الإدارة والتنمية، وفي الابتكار وصناعة المستقبل. فالريادة هنا لم تكن مجرد حالة فردية، بل كانت لحظة تأسيس لوعي جديد بدور المرأة في هذا القطاع، ولبنة في بناء تصوّر حديث للقيادة النسائية في المجال الصحي غير أن هذه المسيرة، بكل ما تحقق فيها من منجزات وما تم تخطيه من عثرات، لا تزال مفتوحة على تحديات لا يمكن تجاهلها، خصوصًا في المجتمعات النامية، حيث تواجه النساء في هذا المجال – كما في غيره – أشكالًا بنيوية من التمييز والتهميش سواء في فرص التوظيف، أو في تقلّد المناصب القيادية. وهذا التمييز، وإنْ حاول البعض تسويغه بأعذار اقتصادية أو اجتماعية، إلا أنه لا زال يمارس بوعي أو دون وعي، ضد شريحة حملت – وما تزال تحمل – على عاتقها العبء الأكبر في هذا القطاع. وإذا كنا اليوم نحتفي بيوم المرأة العالمي، فإن هذه المناسبة ليست مجرد طقس احتفالي، بل محطة للتأمل في رمزية مهنة التمريض، التي اختزلت أسمى القيم الإنسانية، فكانت تعبيرًا عن العطاء والتضحية، وعن المسؤولية التي تسمو بها الأمم وتنهض بها المجتمعات. ولأولئك اللواتي يقفن في الصفوف الأمامية لهذا المجال، لا يسعنا إلا أن نقول: أنتن القادرات، الشجاعات، الثابتات كالأشجار الطيبة، تضربن بجذوركن في الأرض، وترفعن فروعكن لتعانق السماء.
* عميد كلية التمريض في الجامعة الأردنية
يحل الثامن من آذار كل عام محمّلًا بمعانٍ تتجاوز الاحتفاء الظرفي بالمرأة إلى استدعاء حضورها الجوهري في البناء الاجتماعي والتنمية الشاملة، بما في ذلك الأبعاد الاقتصادية والمعرفية والسياسية. فهو ليس مجرّد مناسبة لتكريم النساء، بل لحظة تأمل في أدوارهن المتعددة و عزيمتهن من أجل الاعتراف بمكانتهن كشريكات فاعلات في نهضة المجتمعات وإذا كان لهذه المناسبة أن تسلط الضوء على إحدى الميادين التي أبدعت فيها المرأة وأرست فيها تقاليد التميز والعطاء، فإن القطاع الصحي، وتحديدًا التمريض، يتصدر المشهد بوصفه مجالًا ارتبط تاريخيًا بالمرأة، لكن ليس بالمعنى التقليدي الذي يحصر دورها في العطف والرعاية، بل بوصفه مجالًا تجسّد فيه قيم القوة والصبر والحكمة والمسؤولية والقيادة. فالمرأة الممرضة اليوم ليست مجرّد مساعدة في منظومة الرعاية الصحية، بل فاعلة في تطويرها، مبدعة في أكاديميتها، رائدة في بحوثها، وصاحبة رؤية في إدارتها، ترفد المجال بخبرات تعزز من قدراته وتدفعه نحو آفاق تنافسية تتجاوز الإطار المحلي إلى مصاف العالمية. والأردن، الذي بات ينافس الدول المتقدمة في هذا المضمار، ما هو إلا مثال حي على هذه المسيرة التي كانت المرأة – ولا تزال – في طليعتها، تكتب فصولها بصبرها وعلمها وكفاءتها. أما على صعيد القيادة والريادة، فلا يمكن الحديث عن تطور هذا الميدان دون التوقف عند صاحبة السمو الملكي الأميرة منى حفظها الله ورعاها، التي لم تكن مجرد رمز تشريفي، بل كانت – ولا تزال – نموذجًا مؤسِّسًا، ألهم أجيالًا من النساء اللواتي سرن على ذات النهج، متقدّمات الصفوف في ميادين البحث والأكاديميا، وفي الإدارة والتنمية، وفي الابتكار وصناعة المستقبل. فالريادة هنا لم تكن مجرد حالة فردية، بل كانت لحظة تأسيس لوعي جديد بدور المرأة في هذا القطاع، ولبنة في بناء تصوّر حديث للقيادة النسائية في المجال الصحي غير أن هذه المسيرة، بكل ما تحقق فيها من منجزات وما تم تخطيه من عثرات، لا تزال مفتوحة على تحديات لا يمكن تجاهلها، خصوصًا في المجتمعات النامية، حيث تواجه النساء في هذا المجال – كما في غيره – أشكالًا بنيوية من التمييز والتهميش سواء في فرص التوظيف، أو في تقلّد المناصب القيادية. وهذا التمييز، وإنْ حاول البعض تسويغه بأعذار اقتصادية أو اجتماعية، إلا أنه لا زال يمارس بوعي أو دون وعي، ضد شريحة حملت – وما تزال تحمل – على عاتقها العبء الأكبر في هذا القطاع. وإذا كنا اليوم نحتفي بيوم المرأة العالمي، فإن هذه المناسبة ليست مجرد طقس احتفالي، بل محطة للتأمل في رمزية مهنة التمريض، التي اختزلت أسمى القيم الإنسانية، فكانت تعبيرًا عن العطاء والتضحية، وعن المسؤولية التي تسمو بها الأمم وتنهض بها المجتمعات. ولأولئك اللواتي يقفن في الصفوف الأمامية لهذا المجال، لا يسعنا إلا أن نقول: أنتن القادرات، الشجاعات، الثابتات كالأشجار الطيبة، تضربن بجذوركن في الأرض، وترفعن فروعكن لتعانق السماء.
* عميد كلية التمريض في الجامعة الأردنية
التعليقات
في يوم المرأة العالمي: المرأة في التمريض كفاءات ماهرة وقيادات شجاعة
التعليقات