غزو غير مرئي: حين تتسلل الجزيئات البلاستيكية إلى أعماق أجسادنا
للعلّم - لم يكن البلاستيك في بدايته سوى اختراع ثوري سهل حياة البشر، لكنه مع مرور الوقت تحوّل إلى أحد أكثر التهديدات صمتًا وانتشارًا.
وفي تطور علمي صادم، كشفت دراسة حديثة صادرة عن الجمعية الكيميائية الأمريكية عن وجود جزيئات بلاستيكية دقيقة داخل أنسجة مرضى خضعوا لجراحة قلب مفتوح، ما أعاد تسليط الضوء على هذا العدو الخفي الذي يهاجم من الداخل.
ما هي الجزيئات البلاستيكية الدقيقة؟
الجزيئات البلاستيكية الدقيقة (Microplastics) هي أجزاء متناهية الصغر من المواد البلاستيكية، يقل قطرها عن 5 ملم، أي بحجم رأس ممحاة القلم الرصاص أو أصغر. تنجم هذه الجزيئات إما من تفتت قطع بلاستيكية أكبر بفعل التعرية والاحتكاك، أو تُصنع بهذا الحجم مباشرة للاستخدام في مستحضرات التجميل والتنظيف.
ما يجعلها مرعبة هو قدرتها على التسلل إلى كل مكان: التربة، الهواء، الماء، الغذاء… والآن إلى داخل أعضاء الإنسان.
كيف تدخل أجسامنا؟
قد نتخيل أننا نعيش في عالم محمي، لكن الواقع أن البلاستيك بات جزءًا من روتيننا اليومي:
نأكل طعامًا معبأ في عبوات بلاستيكية
نشرب من زجاجات بلاستيكية
نتنفس هواءً محملاً بجسيمات دقيقة
نستخدم مستحضرات تجميل تحتوي على جزيئات بلاستيكية مجهرية
ويشير الخبراء إلى أن طرق دخول هذه الجزيئات تشمل:
الجهاز التنفسي عبر الهواء المحمّل بالغبار البلاستيكي
الجهاز الهضمي عبر الماء والغذاء
الجلد من خلال بعض المستحضرات أو الأدوات التجميلية
الأدوات الطبية مثل القسطرة أو أنابيب التنفس الصناعي
وهنا تظهر الصدمة: بعض الجزيئات الدقيقة تجد طريقها إلى الدم، ثم تنتقل مع الدورة الدموية إلى أعضاء حيوية كالقلب والكلى والرئتين.
هل فعلاً وصلت إلى القلب؟
في الدراسة التي أجريت مؤخرًا على مجموعة من المرضى الذين خضعوا لجراحات قلب مفتوح، تم العثور على أنواع متعددة من الجزيئات البلاستيكية الدقيقة في عينات الأنسجة القلبية.
تم تحديد 9 أنواع مختلفة من البلاستيك، من ضمنها البوليمرات الصناعية المستخدمة في الأدوات الطبية، والمستخدمة في العبوات الاستهلاكية.
هذا يعني أن البيئة التي نعيش فيها لم تعد ملوثة فقط… بل ملوِّثة حتى لداخل أجسامنا!
لماذا يشكل هذا خطرًا على الصحة؟
رغم أن الأبحاث لا تزال في مراحلها الأولى، إلا أن هناك مخاوف متزايدة من أن وجود الجزيئات البلاستيكية في الجسم يمكن أن يؤدي إلى:
التهاب مزمن نتيجة استجابة الجهاز المناعي للجسيمات الغريبة
تأثيرات سمية بسبب المواد الكيميائية المصاحبة للبلاستيك مثل البيسفينول A (BPA)
إعاقة وظائف الأعضاء عند تراكم الجزيئات في الكبد أو الكلى أو الرئة
مخاطر قلبية وعصبية نتيجة وجود البلاستيك في مجرى الدم
اضطرابات هرمونية إذ أن بعض مكونات البلاستيك تُعرف بكونها مقلّدة للهرمونات الطبيعية
وماذا عن الأطفال والرضع؟
التقديرات تشير إلى أن الرضع يبتلعون جزيئات بلاستيكية أكثر من البالغين، وذلك من خلال زجاجات الحليب البلاستيكية، والملاعق، والألعاب.
بل إن بعض الدراسات وجدت آثارًا للبلاستيك في مشيمة الأمهات، ما يعني أن التعرّض يبدأ من الرحم!
ماذا نستطيع أن نفعل؟
في مواجهة هذا التهديد الصامت، نحن بحاجة إلى اتخاذ إجراءات على المستويين الفردي والجماعي:
على المستوى الشخصي:
قلّل من استخدام المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد
اشرب من زجاجات زجاجية أو معدنية
تجنّب تسخين الطعام في أوعية بلاستيكية
قلّل من استهلاك الأسماك التي تعيش في بيئات ملوثة
اختر منتجات تجميل خالية من "الميكروبيدات" البلاستيكية
على المستوى المجتمعي:
دعم سياسات الحد من إنتاج البلاستيك
دعم الأبحاث الخاصة بآثار الميكروبلاستيك على الصحة
المطالبة بتقنيات تنقية المياه والهواء من الجزيئات الدقيقة
تحسين إدارة النفايات البلاستيكية وإعادة التدوير
كلمة أخيرة:
ربما لم نتخيل يومًا أن قطعة صغيرة من البلاستيك المهملة في الشارع يمكن أن تجد طريقها إلى قلوبنا، لكن العلم لا يكفّ عن كشف المفاجآت.
قد لا نرى الجزيئات البلاستيكية، لكنها حاضرة، تراقب بصمت، وتخترق الأجسام بأبواب لم نكن ندرك وجودها.
المستقبل يتطلب يقظة، ووعيًا بيئيًا وصحيًا، حتى لا نصبح أجسادًا تُعاد تعبئتها بالبلاستيك من الداخل… دون أن ندري.
وفي تطور علمي صادم، كشفت دراسة حديثة صادرة عن الجمعية الكيميائية الأمريكية عن وجود جزيئات بلاستيكية دقيقة داخل أنسجة مرضى خضعوا لجراحة قلب مفتوح، ما أعاد تسليط الضوء على هذا العدو الخفي الذي يهاجم من الداخل.
ما هي الجزيئات البلاستيكية الدقيقة؟
الجزيئات البلاستيكية الدقيقة (Microplastics) هي أجزاء متناهية الصغر من المواد البلاستيكية، يقل قطرها عن 5 ملم، أي بحجم رأس ممحاة القلم الرصاص أو أصغر. تنجم هذه الجزيئات إما من تفتت قطع بلاستيكية أكبر بفعل التعرية والاحتكاك، أو تُصنع بهذا الحجم مباشرة للاستخدام في مستحضرات التجميل والتنظيف.
ما يجعلها مرعبة هو قدرتها على التسلل إلى كل مكان: التربة، الهواء، الماء، الغذاء… والآن إلى داخل أعضاء الإنسان.
كيف تدخل أجسامنا؟
قد نتخيل أننا نعيش في عالم محمي، لكن الواقع أن البلاستيك بات جزءًا من روتيننا اليومي:
نأكل طعامًا معبأ في عبوات بلاستيكية
نشرب من زجاجات بلاستيكية
نتنفس هواءً محملاً بجسيمات دقيقة
نستخدم مستحضرات تجميل تحتوي على جزيئات بلاستيكية مجهرية
ويشير الخبراء إلى أن طرق دخول هذه الجزيئات تشمل:
الجهاز التنفسي عبر الهواء المحمّل بالغبار البلاستيكي
الجهاز الهضمي عبر الماء والغذاء
الجلد من خلال بعض المستحضرات أو الأدوات التجميلية
الأدوات الطبية مثل القسطرة أو أنابيب التنفس الصناعي
وهنا تظهر الصدمة: بعض الجزيئات الدقيقة تجد طريقها إلى الدم، ثم تنتقل مع الدورة الدموية إلى أعضاء حيوية كالقلب والكلى والرئتين.
هل فعلاً وصلت إلى القلب؟
في الدراسة التي أجريت مؤخرًا على مجموعة من المرضى الذين خضعوا لجراحات قلب مفتوح، تم العثور على أنواع متعددة من الجزيئات البلاستيكية الدقيقة في عينات الأنسجة القلبية.
تم تحديد 9 أنواع مختلفة من البلاستيك، من ضمنها البوليمرات الصناعية المستخدمة في الأدوات الطبية، والمستخدمة في العبوات الاستهلاكية.
هذا يعني أن البيئة التي نعيش فيها لم تعد ملوثة فقط… بل ملوِّثة حتى لداخل أجسامنا!
لماذا يشكل هذا خطرًا على الصحة؟
رغم أن الأبحاث لا تزال في مراحلها الأولى، إلا أن هناك مخاوف متزايدة من أن وجود الجزيئات البلاستيكية في الجسم يمكن أن يؤدي إلى:
التهاب مزمن نتيجة استجابة الجهاز المناعي للجسيمات الغريبة
تأثيرات سمية بسبب المواد الكيميائية المصاحبة للبلاستيك مثل البيسفينول A (BPA)
إعاقة وظائف الأعضاء عند تراكم الجزيئات في الكبد أو الكلى أو الرئة
مخاطر قلبية وعصبية نتيجة وجود البلاستيك في مجرى الدم
اضطرابات هرمونية إذ أن بعض مكونات البلاستيك تُعرف بكونها مقلّدة للهرمونات الطبيعية
وماذا عن الأطفال والرضع؟
التقديرات تشير إلى أن الرضع يبتلعون جزيئات بلاستيكية أكثر من البالغين، وذلك من خلال زجاجات الحليب البلاستيكية، والملاعق، والألعاب.
بل إن بعض الدراسات وجدت آثارًا للبلاستيك في مشيمة الأمهات، ما يعني أن التعرّض يبدأ من الرحم!
ماذا نستطيع أن نفعل؟
في مواجهة هذا التهديد الصامت، نحن بحاجة إلى اتخاذ إجراءات على المستويين الفردي والجماعي:
على المستوى الشخصي:
قلّل من استخدام المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد
اشرب من زجاجات زجاجية أو معدنية
تجنّب تسخين الطعام في أوعية بلاستيكية
قلّل من استهلاك الأسماك التي تعيش في بيئات ملوثة
اختر منتجات تجميل خالية من "الميكروبيدات" البلاستيكية
على المستوى المجتمعي:
دعم سياسات الحد من إنتاج البلاستيك
دعم الأبحاث الخاصة بآثار الميكروبلاستيك على الصحة
المطالبة بتقنيات تنقية المياه والهواء من الجزيئات الدقيقة
تحسين إدارة النفايات البلاستيكية وإعادة التدوير
كلمة أخيرة:
ربما لم نتخيل يومًا أن قطعة صغيرة من البلاستيك المهملة في الشارع يمكن أن تجد طريقها إلى قلوبنا، لكن العلم لا يكفّ عن كشف المفاجآت.
قد لا نرى الجزيئات البلاستيكية، لكنها حاضرة، تراقب بصمت، وتخترق الأجسام بأبواب لم نكن ندرك وجودها.
المستقبل يتطلب يقظة، ووعيًا بيئيًا وصحيًا، حتى لا نصبح أجسادًا تُعاد تعبئتها بالبلاستيك من الداخل… دون أن ندري.