سوالف

حين تُسافـر ساعتك البيولوجية قبلك: دليلك الذكي لتجاوز اضطراب الرحـلات الطويلة

حين تُسافـر ساعتك البيولوجية قبلك: دليلك الذكي لتجاوز اضطراب الرحـلات الطويلة

للعلّم - هل سبق أن استيقظت بعد رحلة طويلة لتجد نفسك مستيقظًا في منتصف الليل ونائمًا وقت الظهيرة؟
هل شعرت بأن جسدك في مدينة وعقلك في أخرى؟
أنت لست وحدك… فهذه الأعراض الكلاسيكية لما يُعرف بــ"اضطراب الرحلات الجوية الطويلة" أو Jet Lag، وهي متلازمة مؤقتة تُصيب المسافرين عند تغيير المناطق الزمنية بشكل سريع.

في هذا المقال، سنمنحك دليلك العملي لتجنّب هذا الاضطراب، ومساعدتك على الوصول إلى وجهتك منتعشًا لا متعَبًا.

ما هو اضطراب الرحلات الجوية الطويلة؟
اضطراب الرحلات الطويلة هو خلل مؤقت في الساعة البيولوجية لجسم الإنسان، نتيجة السفر عبر مناطق زمنية مختلفة بسرعة تفوق قدرة الجسم على التكيّف.
ينتج عن هذا الخلل اختلال في النوم، الطاقة، التركيز، وحتى الجهاز الهضمي.

الأعراض الشائعة:
صعوبة في النوم أو الاستيقاظ في التوقيت المناسب

التعب والإرهاق العام حتى بعد النوم

تقلّب المزاج أو الشعور بالكآبة

ضعف التركيز والذاكرة

اضطرابات في الشهية أو الهضم

صداع أو شعور بالدوار

كلما كانت الرحلة أطول، وخصوصًا من الشرق إلى الغرب أو العكس، زادت فرصة ظهور هذه الأعراض.

لماذا يحدث هذا الاضطراب؟
جسم الإنسان مبرمج على دورة يومية (تُعرف بـ"الساعة البيولوجية" أو Circadian Rhythm) تتحكم في النوم، إفراز الهرمونات، درجة الحرارة، والجوع.

عند تغيير المنطقة الزمنية بسرعة، كالسفر عبر الطائرة، يحتاج الجسم عدة أيام ليعيد ضبط هذه الدورة.
القاعدة العامة: كل منطقة زمنية تعبرها تحتاج يومًا واحدًا للتكيّف معها.

استراتيجيات ذكية لتجنّب اضطراب الرحلات الجوية الطويلة:
أولًا: ما قبل الرحلة
ابدأ بضبط جدول نومك قبل السفر
إذا كنت ستسافر شرقًا، ابدأ بالنوم والاستيقاظ أبكر بـ 30 دقيقة يوميًا.
وإذا كنت متجهًا غربًا، فجّر توقيت نومك تدريجيًا.

اختر توقيت الطيران بحكمة
إذا أمكن، احجز رحلة تجعلك تصل نهارًا لتستفيد من ضوء الشمس في إعادة ضبط ساعتك.

نَم جيدًا قبل الرحلة
السفر وأنت مرهق يجعل جسمك أكثر عرضة للاضطراب.

ثانيًا: أثناء الرحلة
اضبط ساعتك حسب توقيت وجهتك الجديدة
حتى قبل أن تصل، ساعد عقلك على البدء في التكيّف.

ابقَ رطبًا وتجنّب الكافيين والكحول
الجفاف يزيد من شدة أعراض Jet Lag. اشرب الماء بكثرة خلال الرحلة.

تحرّك داخل الطائرة بانتظام
المشي أو القيام ببعض التمارين البسيطة كل ساعة يُساعد في تنشيط الدورة الدموية.

نَم أو ابق مستيقظًا حسب توقيت وجهتك
إذا كانت وجهتك نهارًا، حاول البقاء مستيقظًا؛ وإذا ليلاً، نم بقدر الإمكان.

استخدم أدوات النوم عند الحاجة
مثل قناع العين، سدادات الأذن، وسادة الرقبة.
وإذا كنت بحاجة إلى المساعدة في النوم، يمكن استشارة طبيب حول استخدام "الميلاتونين" بشكل مؤقت.

ثالثًا: بعد الوصول
تعرض لضوء الشمس الطبيعي
يعتبر أهم وسيلة لضبط ساعتك البيولوجية، خاصة في الصباح الباكر.

تناول وجباتك وفق توقيت البلد الجديد
المعدة لها إيقاع خاص أيضًا! يساعدك هذا على التكيّف أسرع.

تجنّب القيلولة الطويلة
إذا شعرت بالتعب، لا تنم أكثر من 20–30 دقيقة كي لا تربك إيقاع نومك الليلي.

مارس الرياضة الخفيفة
المشي في الهواء الطلق أو اليوغا صباحًا يساعد في تنشيط الجسم وضبط إيقاعه.

ماذا عن المكملات؟
الميلاتونين:
هرمون طبيعي يساعد على تنظيم النوم. يُستخدم بجرعة صغيرة قبل النوم بساعة في الوجهة الجديدة، لكن يُفضل استشارة الطبيب قبل استخدامه.

المكملات العشبية:
مثل "فاليريان" أو "البابونج"، تساعد بعض الأشخاص على الاسترخاء.

السفر مع الأطفال؟ انتبه…
الأطفال يتأثرون أيضًا، لكن تكيّفهم غالبًا أسرع من البالغين.
تأكد من تعريضهم لضوء الشمس، وتقديم وجباتهم في الأوقات المحلية، وابقهم نشطين خلال النهار.

هل تختلف الأعراض حسب اتجاه السفر؟
السفر شرقًا (مثل: من أمريكا إلى أوروبا)
أصعب على الجسم لأنك "تفقد" ساعات من اليوم.
تحتاج إلى النوم مبكرًا أكثر مما اعتدت عليه.

السفر غربًا (مثل: من آسيا إلى أمريكا)
أسهل نسبيًا لأنك "تربح" ساعات إضافية.

اضطراب الرحلات الجوية الطويلة ليس حتميًا.
بقليل من التخطيط، وبعض الحيل البسيطة، يمكن جعله تجربة عابرة لا تعكر صفو مغامرتك.

ولعل أهم ما يمكن أن تفعله لنفسك هو أن تمنحها وقتًا للتأقلم، وتتجنب الضغط الزائد بعد الوصول مباشرة.