وجهات نظر

فوضى التنبؤات الجوية

فوضى التنبؤات الجوية

لا اعرف لماذا نحن البلد الوحيد بالعالم الذي يكثر فيه الراصدون و«المتنبئون» الجويون، ولا اعرف بصراحة لماذا كلما دخلنا في موسم الشتاء تزاحمت علينا التصريحات والتوقعات، حتى اصبحنا نعيش في حالة من عدم اليقين باحوال الطقس المتوقعة واخرها حيرة «في ثلج ولا ما في»، فمن نصدق اذن ؟.

انا شخصيا لا اثق الا بدائرة «الارصاد الجوية» التي تضم محترفين وخبراء واصحاب اختصاص يستخدمون احدث الاجهزة في العالم، والاهم ان جميع من يعملون فيها حصلوا على دورات تؤهلهم لاصدار التنبؤات الجوية ويمارسون عملهم وفق رخص تتيح لهم هذا العمل، فتجدني لا اثق الا بهم وبما يقولون،واما ان اترك نفسي لتوقعات الهواة فهذا امر غير منطقي.

بالتأكيد انا ادعم القطاع الخاص وبعضا من الهواة الذي نجحوا في علم التنبؤات غير انه لايجوز السماح لهم بان يصدروا تنبؤات وتوقعات جوية بعيدا عن دائرة الارصاد،وما عليهم الا ان يبيعوا خدماتهم للشركات التي تعنى بحالة الطقس كما شركات الطيران بالمملكة والمنطقة والعالم، لا ان يذهبوا الى مزاحمة دائرة الارصاد والتسابق معها والدخول في اجواء منافسة غريبة وغير منطقية.

ليست هذه المرة الاولى التي تتضارب فيها الانباء عن الحالة الجوية وتتزاحم التوقعات، الا ان هذه المرة في كل ما فيها مختلفة وتعكس مدى الفوضى العارمة في هذا المجال، فمن الارصاد الجوية تسمع شيئا ومن هذا المتنبئ تسمع شيئا اخر ومن ذاك الهاوي تسمع شيئا مختلفا، فهذا يعرض خارطة والثاني يعرض خارطة حتى بتنا في حالة من"الحيص بيص» كما يقولون.

المشكلة لم تتوقف عند التنافس على التنبؤات فقط بينهم بل وصلت المنافسة بينهم على من يطلق الاوصاف والمسميات على العواصف والمنخفضات، فهذا يسميه «ساموطه"واخر يسميه"جالوده» وصولا الى ان يثبت كل منهم من هو الاصدق في التنبؤات ومن لم تصدق توقعاتهم، فان لم يصدقوا جميعا فان عملية التنبؤ تتوه ما بينهم جميعا فلا نعرف من المسؤول.

خلاصة القول، «الحالة الجوية» وتقييمها بالشكل الصحيح والدقيق امر بغاية الاهمية للجميع مواطنين وقطاع خاص وعام، ولهذا يجب ان نبتعد بها عن اجواء المنافسة غير المنطقية وحالة"الفوضى"غير المشروعة التي اسس لها تسابق للاسف الاعلام من جهة وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي من جهة اخرى، والسؤال الاهم بعد كل هذه الجلبة «في ثلج ولا ما في » الله اعلم.