وجهات نظر

منذ عقود، والهدف من استهداف الاردن واحد

منذ عقود، والهدف من استهداف الاردن واحد


عملية الكشف الاخيرة عن هذا المخطط الاجرامي ونجاح المخابرات الاردنية بضبط جميع العناصر الاجرامية وتقديم تفصيل عن هدفهم التدميري ، هذا المخطط وهذه العصابة ما كانت الاخيرة واعتفد انها لن تكون الاخيرة ، لأن ساحتنا لا تخلو ابدا من العملاء والمأجورين والعقائديين الذين ديدنهم التخريب والتدمير ، ومن أولئك الذين قال عنهم جلالة الملك عبدالله الثاني " يتلقون الاوامر من الخارج " .

تاريخ استهداف الاردن مر بمراحل عديدة ، وفي كل مرة يكون هناك استنباط جديد للاستهداف ، ولكن في كل مرة نلاحظ الاساليب المتطورة في اجهزتنا الامنية في وسائل الكشف الاستخبارية الىي تؤكد تلك الجاهزية العالية لمخابراتنا واستخباراتنا في القدرة على الكشف والمتابعة والاختراق لأي تنظيم كان يستهدف الامن الوطني الاردني ، حتى كانت القدرات الاردنية قد وصلت الى خارج الاردن بمثل قضية تتبع الزرقاوي والقضاء عليه .

ظهرت محططات استهداف الاردن بعد معركة الكرامة 1968 بعد فشل العدو بتنفيذ مخططه في احتلال غور الاردن ومن ثم نقل الصراع من الداخل الى هذه المنطقة ، وأن ينفذ ما نجح بتنفيذه لاحقا في جنوب لبنان عام 1982 ، ومن هنا تحول العدو الى اساليب زعزعة الامن الداخلي ، حتى كانت أحداث ايلول المؤسفة والتي فشل كل من كان يخطط لها لتحقيق الهدف الاستراتيجي من كل هذه المؤامرات وهو تصفية القضية الفلسطينية ، ومحاولة تنفيذ مخطط الوطن البديل .

حين نقرأ في كل الملفات بدقة ، ونقرأ ما هو بين وخلف السطور نجد اننا احيانا نتداول وثائق وكتب فيها ملمح هذه الخطط الجهنمية ، ولكن علينا ان نقر ونعترف بغياب مؤسساتنا الثقافية الوطنية عن ادراك المحتوى بل تضم هذه المؤسسات شخصيات ممن اسهموا في وضع هذ المخططات الجهنمية ، وعاشوا لسنوات خارج الوطن يديرون ابواق الشر ضد الاردن نظاما وشعبا وجيشا ، ولكنهم الان هم الافضل على حساب من يحمل الوطن في وجدانه ودافع واستشهد اهل عشيرته من اجل الحفاظ عليه .

فمن خلية سحاب الى صواريخ الجيوسي الى صواريخ العقبة وخلية السلط وقلعة الكرك الى صواريخ عمان واغتيال الشهيد ناهض حتر، الى مخططات التحشيد والتحريض وبذل أقصى الجهود لتحويل الربيع في الاردن الى احمر واسود ، وتلك المحاولات الخرقاء باختراق الحدود ، ويعتقدون ان هذا عملا بطوليا وهو يبدو مظهريا كذلك ، لكن الامن الاردني يمنعهم حفاظا على حياتهم ، وهم هذه الفئة التي تدرك تماما لو تركوا ما تجرأ احد على الاقتراب من الحدود ، لأنه لن يدخل في نزهة بل سيقتل حالا ، وبالتالي ما يمارسه الامن الاردني هو حفاظ على حياتهم ، ولكنهم يريدون افتعال احداث نحن بغنى عنها ولتحميل الاردن مسؤولية ان هذا الامن يحول بيننا وبين تحرير فلسطين .

نحن امام تراجيديا وكوميديا ومسرحيات خبيثة مكشوفة ، وستبقى تلك الايدي والعقول االسوداوية تخطط للنيل من أمننا واهدافنا النبيلة .

ونحن ندرك ان علينا الانتباه والحذر ، ومنع اية تداعيات ،بل وأد الخطط في مهدها ،

بقي علينا أن نتساءل اين هي الثقافة الوطنية العميقة وليست الشكلية والمصلحية والشخصية ،؟؟

اين أين البرامج والمؤتمرات التي تركز على حالة الوعي الوطني ؟

اين هي المرحلة التي نكون فيها أكثر جرأة في الكشف وتناول الاخطارالداخلية واؤلئك اصحاب الاجندات الذين يسرحون بكل اريحية بيننا ؟

نحن نعتز باجهزتنا الامنية ومخابراتنا بهذه الكفاءة العالية ،

ونعتز ونفتخر بجيشنا العربي الاردني في حماية الحدود والاجواء

ونفتخر بالانسان الاردني لوعيه ومعرفته بحدود هذه الاخطار ،

وثقتنا بقيادتنا الهاشمية الغالية

وعاش الاردن عاليا غاليا .