وجهات نظر

«فرسان» الاقتصاد الوطني

«فرسان» الاقتصاد الوطني

استمرار تحليق الدينار عاليا ومحافظته على قوته بعمليات الصرف مقابل العملات الاخرى يعتبر اهم الاسباب التي تدفعنا للتفاؤل بمستقبل مشرق للاقتصادنا الوطني، فقوة الدينار دليلا قاطع على قوة الاقتصاد ومنعته في مواجة مختلف التحديات، فمن هم حماة الدينار.

مؤخرا بعث «الدينار الاردني» برسالة مهمة للعالم مفادها انه استطاع وبكل جدارة ان يبقى محلقا بالرغم من كل الظروف والتحديات والعواصف، في عنوان مهم يشير الى منعة الاقتصاد الوطني الاردني الذي استطاع بحنكة ان يتصدى لكل الامواج الاعاتيه التي احاطت به طيله السنوات الماضية، معلنا عن استمرار انتصاره على الدولرة التي تراجعت الى 18%.

بالاقتصاد تعتبر العملات الوطنية وثبات اسعار صرفها احد اهم وابرز المؤشرات على قوة الاقتصاد الوطني لاي دولة في العالم، وهنا نجد ان استمرار الدينار بالحفاظ على قوة صرفة «كرابع» اقوى عملة بالعالم مقابل دليلا واضحا على سلامة الاقتصاد الكلي بمختلف المؤشرات،والاهم التأكيد على المرونة الكبيرة التي يتحلى بها اقتصادنا في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

مؤشرات اقتصادية ايجابية حققها اقتصادنا بأداء فاق التوقعات واثارت الاعجاب العالمي بها،حيث استطاعت الصادرات الوطنية تعزيز مكانتها محققه نمو 3.8%في عام 2024 لتصل لـ 8.6مليار دينار و يسجيل الدخل السياحي ما قيمته 5.1 مليار دينار وارتفاع حوالات الأردنيين العاملين بالخارج بنسبة 2.8% لتصل إلى 2.6 مليار دينار، بنما سجلت الاستثمارات الاجنبية المتدفقة ما مقداره 906 ملايين دينار.

واما على الصعيد النقدي سجلت الاحتياطات الأجنبية للبنك المركزي ارقاما قياسيه وتاريخية بلغت ما يقارب 21 مليار دولار، والاهم انخفاض معدل الدولرة فضلاً عن انخفاض معدل التضخم لـ 1.6%وتوقع استقراره حول 2 % في العام 2025.

جميع تلك المؤشرات الاقتصادية على الصعيدين المالي والنقدي والقطاعي دفعت لتحقيق نمو حقيقي بالناتج المحلي الإجمالي بلغ 2.4% متجاوزا بذلك توقعات صندوق النقد الدولي، وتوقع ارتفاعه إلى 2.7 بالمئة عام 2025 وبنسب اعلى في الاعوام الاخرى القادمة.

خلاصة القول، ما كان الدينار ليستطيع أن يواجة هذا التحديات وأن يبقى صامدا محلقا لولا أن هناك إجراءات وتدابير اتخذها حراس الاقتصاد الوطني وصخرته الصلبه «فرسان» البنك المركزي الاردني، الذين سأهموا وبشكلا كبير ومباشر تجنيب اقتصادنا واستقرارنا المالي والنقدي من الدخول في دوامه الأعاصير المتتالية التي شهدتها المنطقة والعالم والتي لم يكن عدوان غزة أولها، فل ترفع القبعات لهم احتراما وإحلال لما بذلوه من جهودا جعلتنا من أكثر الدول قوة واستقرارا.