سوالف

العلماء الروس يكتشفون "المفتاح الجيني" للشعور بالرفاهية

العلماء الروس يكتشفون "المفتاح الجيني" للشعور بالرفاهية

للعلّم - اكتشف باحثون من جامعة الأورال الفيدرالية في روسيا ما يمكن اعتباره "المفتاح الجيني" للشعور بالرفاهية النفسية، حيث أظهرت نتائج دراستهم أن التفاعل بين العوامل الوراثية والبيئية يسهم بنسبة تصل إلى 10% في تحديد مستوى رضا الفرد عن حياته.

وأفاد بيان صادر عن مكتب العلاقات العامة في الجامعة بأن الدراسة ركّزت على الجين المعروف باسم GRIN2B، الذي يعد مؤشراً حيوياً لمرونة الخلايا العصبية، ويلعب دوراً محورياً في تنظيم عمليات معرفية مثل التعلم والذاكرة، إلى جانب دوره في التكيف العصبي والاستجابة للظروف الاجتماعية. وتبين أن لهذا الجين تأثيراً مباشراً على شعور الأفراد بالرفاه النفسي.

استندت الدراسة إلى تحليل بيانات مأخوذة من 1000 طالب جامعي، خضعوا لسلسلة من الفحوصات النفسية والعصبية المتقدمة خلال العام الدراسي 2023. وقام الباحثون بتحليل عشر مواضع جينية متعددة الأشكال (تغيرات في تسلسل الحمض النووي)، حيث تبيّن أن خمساً منها تؤثر على الاستعداد النفسي لتكوين مشاعر الرفاهية.

من جهتها، أوضحت الدكتورة يوليا سيتشينكو، الأستاذة المساعدة في قسم علم النفس العام والاجتماعي بالجامعة، أن الجينات التي شملتها الدراسة تتحكم في القدرات المعرفية، بدءاً من استدعاء المعلومات وصولاً إلى احتمالية الإصابة بأمراض عصبية تنكسية مثل الزهايمر. كما أبرزت الدور المميز لجين KIBRA، الذي يرتبط بالوظائف الإدراكية الطبيعية، حيث تبين أن بعض المتغيرات الجينية فيه تعزز الذاكرة طويلة المدى لدى الإناث وتبطئ من التدهور المعرفي.

وأضافت سيتشينكو: "فهم الآليات الجزيئية التي تتحكم في التفاعل بين الجينات والعوامل البيئية يساعد العلماء على كشف التداخل المعقد بين المحددات البيولوجية والتغيرات الاجتماعية، وهو ما يمكن أن يفتح آفاقاً جديدة في علاج الاضطرابات النفسية وتقديم نصائح مخصصة لتحسين أنماط الحياة والحد من الآثار السلبية المحتملة."

وتُعرّف الرفاهية النفسية بأنها امتلاك الموارد والمهارات التي تساعد الإنسان على التكيف مع حياته بشكل متوازن، وتحقيق أهدافه، وبناء علاقات إيجابية، مع الحفاظ على توازن بين اهتماماته الذاتية والاجتماعية.

ويسعى الفريق البحثي في المستقبل إلى التوسع في دراسة الجوانب النفسية والفسيولوجية المرتبطة بالرفاه النفسي، من خلال تحليل تخطيط أمواج الدماغ (EEG) للطلاب المشاركين في الدراسة.