سوالف

هـوس التصويـر: هـل نعيش لِلحظة أم نوثقها للذكرى؟

هـوس التصويـر: هـل نعيش لِلحظة أم نوثقها للذكرى؟

للعلّم - في عصر الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، لم يعد التصوير مجرد هواية، بل أصبح عادة يومية لدى الملايين. لكن، متى يتحول هذا السلوك البسيط إلى اضطراب نفسي؟ ومتى يصبح "الإدمان على التصوير" أو "الوسواس المرتبط بالتصوير" علامة تستحق التوقف والتأمل؟

هذا النوع من الهوس لا يرتبط فقط بالتقاط الصور، بل بالرغبة القهرية في توثيق كل لحظة، أو التقاط صور الذات (السيلفي) بشكل متكرر، أو حتى الشعور بالقلق والضيق إذا لم يتمكن الشخص من التصوير أو نشر الصور على الفور.

تصوير كل شيء... وإلا؟
بعض الأشخاص لا يستطيعون الاستمتاع بلحظة جميلة دون توثيقها. الغروب، وجبة الطعام، لقاء مع الأصدقاء – جميعها مناسبات لا تكتمل في نظرهم إلا بصورة. الأمر قد يبدو عاديًا في البداية، لكن حين يصبح الشخص غير قادر على التفاعل مع اللحظة إلا من خلال عدسة الكاميرا، فهذا مؤشر على بداية اضطراب سلوكي.

السيلفي... صورة أم صرخة؟
تكرار التقاط صور السيلفي قد يرتبط بانعدام الثقة بالنفس أو الحاجة المستمرة للشعور بالتقدير من الآخرين. البعض يلتقط عشرات الصور يوميًا، ويقضي ساعات في اختيار "أفضل" لقطة لنشرها. هذا السلوك ليس ترفًا بصريًا، بل في كثير من الأحيان غطاء لحالة داخلية من القلق أو عدم الرضا عن الذات.

الإعجابات كجرعة تحفيز... مؤقتة
القلق من عدم الحصول على عدد كافٍ من الإعجابات أو التعليقات يمكن أن يُدخل الشخص في دوامة نفسية. تتحول المنصات الاجتماعية إلى مصدر للتحقق من القيمة الذاتية، ويبدأ الشخص في تعديل سلوكه بناءً على ما يُرضي المتابعين، لا ما يُرضيه هو.

هل نحن نعيش اللحظة أم نوثقها فقط؟
الانفصال عن التجربة الحقيقية بهدف توثيقها أصبح أمرًا مألوفًا. كأننا نعيش لحظة ما فقط من أجل تصويرها، لا من أجل الشعور بها. هذا قد يُفقدنا متعة التفاعل الحقيقي، ويُدخلنا في نمط من العيش المؤجل – حيث الصورة أهم من الذكرى.

من أين يبدأ العلاج؟
مثل أي عادة تتحول إلى اضطراب، يبدأ الحل بالوعي. الاعتراف بوجود سلوك مبالغ فيه تجاه التصوير هو أول خطوة. يمكن بعد ذلك محاولة تقليل عدد الصور الملتقطة يوميًا، أو تخصيص وقت بدون هواتف. في الحالات الأكثر تطرفًا، قد يُفيد التحدث إلى أخصائي نفسي.

مساحة التوازن
لا شيء خاطئ في التصوير، بل هو وسيلة رائعة لتوثيق الذكريات. لكن حين يبدأ في التسلل إلى كل لحظة وتحديد مشاعرنا تجاهها، علينا أن نتوقف ونسأل أنفسنا: هل نلتقط الصورة لأننا سعداء؟ أم لأننا نريد أن يبدو أننا سعداء؟

هل تحب أن أكتب لك أيضًا دليل عملي لمساعدة من يعاني من هذا النوع من الإدمان؟