متداول تكنولوجيا

"الحطام الفضائي" .. تهديد حقيقي يواجه مستقبل استكشاف الفضاء

"الحطام الفضائي" ..  تهديد حقيقي يواجه مستقبل استكشاف الفضاء

للعلّم - تشهد مدارات الأرض تفاقمًا متسارعًا لمشكلة الحطام الفضائي، وفقًا لما جاء في "التقرير السنوي لحالة البيئة الفضائية" الصادر عن وكالة الفضاء الأوروبية، حيث تبيّن أن كمية الحطام في ازدياد مستمر وبوتيرة مقلقة.

ويعود السبب الرئيسي لهذا التزايد إلى وتيرة إطلاق الأقمار الصناعية، التي تفوق القدرة على التعامل معها بعد انتهاء عمرها التشغيلي، ما يؤدي إلى تراكم المزيد من الأجسام غير النشطة في المدار.

وأشار التقرير إلى أن الوضع الأكثر إثارة للقلق هو تجاوز عدد الأقمار غير العاملة وشظايا المركبات الفضائية لعدد الأقمار العاملة، وهو ما يهيّئ الظروف لحدوث ما يُعرف بـ"ظاهرة كيسلر"، وهي سلسلة من التصادمات المدارية التي تولد المزيد من الحطام، وبالتالي ترفع خطر حدوث تصادمات جديدة.

وأكدت الوكالة أن "الامتناع عن إنتاج مزيد من الحطام لم يعد كافيًا"، مشددة على ضرورة اتخاذ خطوات فعلية لتنظيف المدارات. ورغم الاعتماد على تقنيات حرق الأقمار الصناعية والصواريخ القديمة عبر إدخالها في الغلاف الجوي، فإن هذه العمليات تستغرق وقتًا طويلاً ولا تكفي وحدها لمواجهة حجم المشكلة.

ووفقًا للبيانات، هناك حوالي 40 ألف جسم يتم تعقبه في المدار، من بينها 11 ألف قمر صناعي نشط فقط، فيما تشير التقديرات إلى وجود:

54 ألف جسم يزيد حجمه عن 10 سنتيمترات

1.2 مليون شظية يتراوح حجمها بين 1 و10 سنتيمترات

نحو 130 مليون قطعة دقيقة يتراوح حجمها بين 1 ملم و1 سم

وتحذر الوكالة من أن حتى أصغر هذه الشظايا قادرة على إلحاق أضرار جسيمة بالأقمار العاملة والمركبات الفضائية، بما في ذلك محطة الفضاء الدولية وتلسكوب هابل. ولا تقتصر مصادر الحطام على التصادمات، بل تشمل أيضًا الانفجارات والتآكل الطبيعي للمعدات الفضائية.

ولفت التقرير إلى أن عام 2024 شهد ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الشظايا الناتجة عن انفجارات أو تآكل – وليس تصادمات – حيث تم تسجيل أكثر من 2630 شظية جديدة من هذا النوع، ما يصعّب من إمكانية التنبؤ بها والسيطرة عليها.

وعلى الجانب الإيجابي، سُجل تحسن في عدد عمليات العودة المُتحكَّم بها للصواريخ والأقمار الصناعية، حيث أصبحت تمثل أكثر من 50% من إجمالي عمليات العودة إلى الأرض. كما أن 90% من مراحل الصواريخ باتت تُزال من المدارات المنخفضة، مع التزام أكثر من 80% منها بالمعايير الجديدة التي تفرض إزالة النفايات خلال خمس سنوات.

رغم هذه التحسينات، شددت وكالة الفضاء الأوروبية على أن الحل الحقيقي يكمن في تفعيل مبادرات التنظيف النشط للفضاء القريب من الأرض، وهو أمر يتطلب تنسيقًا وتعاونًا دوليًا واسع النطاق.

واختتم المتحدث باسم الوكالة تصريحه قائلاً:
"نُعوّل على تكاتف الجهود البشرية لضمان بقاء الفضاء متاحًا وآمنًا للأجيال القادمة