منوعات

"اختيار الحليب المناسب" .. بين الفوائد الصحية والمخاطر المحتملة

"اختيار الحليب المناسب" ..  بين الفوائد الصحية والمخاطر المحتملة

للعلّم - يواجه المستهلكون تحديًا متزايدًا في اختيار نوع الحليب المناسب لهم، في ظل تنوع البدائل النباتية والحيوانية المتاحة في الأسواق. فبينما كان حليب البقر خيارًا رئيسيًا لعدة قرون، تزايد الإقبال على حليب الشوفان والمكسرات، خاصة بين المهتمين بالصحة وأولئك الذين يعانون من حساسية اللاكتوز.

في الآونة الأخيرة، عاد الجدل حول الحليب غير المبستر، المعروف بالحليب الخام، إلى الواجهة. فعلى عكس الحليب المبستر، الذي يتم تسخينه للقضاء على البكتيريا الضارة مثل السالمونيلا والإشريكية القولونية والليستيريا، يظل الحليب الخام عرضة للتلوث، مما يجعله مصدر قلق صحي.

مقارنة بين أنواع الحليب الشائعة
حليب البقر
يعتبر حليب البقر من أكثر الأنواع الغنية بالعناصر الغذائية، حيث يحتوي على 8 غرامات من البروتين لكل كوب، ويوفر 30% من الاحتياجات اليومية من الكالسيوم، إلى جانب الفوسفور وفيتامين B2، مما يعزز صحة العظام والطاقة. وقد أظهرت الدراسات أن استهلاك الحليب في سن مبكرة يساهم في زيادة كثافة العظام لاحقًا.

لكن استهلاك كميات كبيرة منه ارتبط ببعض المخاطر الصحية، مثل أمراض القلب وبعض أنواع السرطان، وفقًا لأبحاث جامعة هارفارد. كما أن الإفراط في تناول الحليب قليل الدسم أو الخالي من الدسم قد يزيد من خطر الوفاة بسبب مشاكل القلب أو بعض أنواع السرطان، مثل سرطان الرئة وسرطان البروستاتا.

حليب الصويا
يُعد من أكثر البدائل النباتية توازنًا من حيث القيمة الغذائية، حيث يحتوي على 6 غرامات من البروتين لكل كوب، ويُوفر 20% على الأقل من الاحتياجات اليومية من الكالسيوم وفيتامين B12. كما أنه غني بالإيزوفلافون، وهي مركبات نباتية قد تساعد في تحسين صحة القلب وتقليل خطر أمراض القلب.

لكن حليب الصويا يثير الجدل نظرًا لأن معظم محاصيل فول الصويا في الولايات المتحدة معدلة وراثيًا، ما يثير مخاوف بعض المستهلكين رغم عدم وجود أدلة علمية حاسمة على أضراره.

حليب الشوفان
يُعد خيارًا صديقًا للبيئة، لكنه يثير القلق بسبب تأثيره على نسبة السكر في الدم، إذ يحتوي على نسبة عالية من النشويات التي تتحول بسرعة إلى غلوكوز، مما قد يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في مستويات السكر في الدم، خاصة لدى مرضى السكري. كما يحتوي على كميات من الغليفوسات، وهو مركب يُستخدم في بعض المبيدات، مما يثير تساؤلات حول سلامته.

حليب اللوز
رغم قلة محتواه من البروتين مقارنة بحليب البقر والصويا، إلا أنه غني بفيتامين E، وهو مضاد أكسدة مهم لصحة القلب. ومع ذلك، فإن 97% من مكوناته ماء، مما يجعله أقل قيمة غذائية من البدائل الأخرى.

حليب الأرز
يُعد خيارًا مناسبًا لمن يعانون من حساسية الغلوتين أو اللاكتوز، كما أنه منخفض الدهون وخالٍ من الكوليسترول. لكنه يحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات، مما يجعله غير ملائم لمن يعانون من مرض السكري.

حليب جوز الهند
يحتوي على المغنيسيوم والحديد، لكنه غني بالسعرات الحرارية وقليل البروتين. كما أن لديه مؤشرًا مرتفعًا لنسبة السكر في الدم، مما قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر بسرعة، رغم أن الدهون الطبيعية فيه تُبطئ امتصاص الغلوكوز.

الخلاصة
وفقًا لأخصائية التغذية مايا فيلر، يعتمد اختيار الحليب المثالي على الاحتياجات الصحية لكل فرد. فالبعض قد يحتاج إلى حليب غني بالبروتين والكالسيوم مثل حليب البقر أو الصويا، بينما قد يُفضل آخرون الحليب منخفض السعرات مثل حليب اللوز أو الأرز. في النهاية، يُنصح بقراءة الملصقات الغذائية بعناية لاتخاذ القرار المناسب.