وجهات نظر

خير الأمور أوسطها

خير الأمور أوسطها

يبدو أن المدير الفني لمنتخب النشامى جمال السلامي، استند في قراءته وخياراته التكتيكية بمواجهة المنتحب الكوري الجنوبي إلى خير الأمور وأوسطها، ما يفسر العودة من ستاد سوون بنقطة تبدو مرضية، ولكن هل كان بالإمكان أفضل من ذلك؟.

باستعراض شريط المباراة التي شهدت حضوراً جماهيرياً كورياً كبيراً، ضاعف الضغط على لاعبي النشامى، فإن ظهور محترف توتنهام الإنجليزي هيون سون ورفاقه لم يكن بالصورة التي تدفع نحو ترجيح كفة المستضيف، ما يؤكد أن الشمشون الكوري سجل تراجعاً على مردود الأداء والفاعلية في الجولات السابقة، ومع ذلك لم يستثمر «النشامى» الموقف بالشكل الذي يتوافق وقمة الطموحات والأهداف.

ندرك أن التعادل في الأرض الكورية يعد نتيجة إيجابية، لكن مع الظروف والمجريات التي شهدتها المباراة، كنا نمني النفس بأن ترتفع الغلة إلى النقاط الثلاث كاملة، لا أن ينحصر التفكير وبشكل مبالغ فيه على التعادل ولا شيء سواه.

اكتفى الجهاز الفني بنفس التشكيل الذي خاض به مباراة الخميس الماضي أمام فلسطين، دون أن يحدث أي مفاجأة قد تربك المنافس الكوري، كما أن الخيارات ركزت على جوانب دفاعية بحتة باستثناء هبات كشفت حالة الإرباك والوهن بالدفاع الكوري، ومع ذلك بقيت التعليمات من خارج خطوط الملعب واضحة وحازمة، لا جرأة ولا زيادة عددية.

نؤكد أن النقطة غالية وثمينة، ولكن كان بالإمكان أفضل من ذلك مع قليل من الجرأة والمباغتة والتحرر من القيود الدفاعية الثقيلة وتحديداً في منطقة المناورة، حيث تركزت الجهود على تعطيل مفاتيح اللعب الكوري وإبطاء إيقاع الأداء قدر الإمكان، الأمر الذي أفقدنا ميزة استثمار سرعات التعمري والنعيمات في الهجمات المضادة، التي لم تكن ضمن خيارات وحسابات الجهاز الفني الذي بدا واضحاً بحثه عن النقطة فقط.

لا تزال الكرة في الملعب، فالنشامى يتمتع بحظوظ الترشح المباشر الى النهائيات، لكن ذلك يحتاج الى عدة عوامل رئيسة في أخر جولتين شهر حزيران القادم بمحطتي سلطنة عُمان والعراق، وأهمها وأبرزها الايمان والثقة بالقدرات والتحلي بالجرأة الممزوجة بالتوازن التكتيكي وإحداث المباغتة في التشكيل والخيارات، وهذا ما ننتظره ونتمناه.