مسألة الهوية
إن الهوية الوطنية في دولنا العربية ما زالت مسألة بحثٍ خاصة وأن دولنا ولدت من رحم مشاريع الاستعمار، ومن ثنايا خطابٍ عروبي جامع.
فمسألة الهوية، التي مضى عليها نحو قرنٍ منذ تشكلت المنطقة ما زالت تحمل ملامح يراها البعض متناقضة ويراها آخرون جامعة بما تمثله من قيمٍ عروبية واسلامية ومسيحية تعبر عن وجه المنطقة، فالبعض يرى الجوامع أكثر من المفرقات، وهي وعي بالذات والمصير التاريخي الواحد من موقع الخير الهادي والروحي الذي تشغله في البنية الاجتماعية ويفعّل السمات والمصالح المشتركة التي تحدّد توجهات الناس وأهدافهم.
وبالوقوف على مسألة الهوية في دولنا الوطنية، نرى أمثلة لدولٍ كلبنان التي عانت من أزمة هويةٍ حادة عبر عقودٍ من تاريخها، إلى أن أعلنت عن ميثاقها الوطني الذي يعبر عن هذه الأزمة، في الحيرة بين مرجعية الإستعمار (أو نستطيع القول مرجعية آوروبية)، إذ جاء في خطاب رئيس وزرائها رياض الصلح عام 1943م، «أن لبنان ذو وجه عربي يستسيغ الخير النافع من حضارة الغرب».
وبقيت هذه العبارة تتردد على ألسنة اللبنانيين حتى سبعينات القرن الماضي كتعبير عن صيغة مشتركة للهوية، ولكنها نسفت لاحقاً بما شهده هذا البلد من أحداث.
وأيضاً، مسألة الهوية واتخاذ الأوطان أشكالاً اقليمية لها حينا وأشكالاً جامعة وعروبية حيناً آخر، ما زالت محل جدلٍ بين أبناء الوطن الواحد، فبينما تطرح دولٌ عربيةٌ خطاب القومية فأن أخرى تعبر عن فئة وتقصي أخرى، مما سبب حالة من الازدواجية بين الخطاب والممارسة.
وفي عصر «الربيع العربي» شهدنا حالة من «الوهن» في الهويات الوطنية، وظهور هويات أخرى إقليمية وطائفية ودينية كبديلٍ عنها، حتى أنها أخذت أوجه القتال بين أبناء الوطن الواحد، ولربما تكون الحالة السورية عبر ما شهدته من سنين ماضية هي التعبير الأمثل عما يجري في منطقتنا من ضعف للهوية.
وبين الدولة الوطنية والخطاب القومي.. تبرز الحاجة اليوم إلى اعادة الاعتبار للمفهوم العربي في خطاب دولنا، خاصة في المشرق العربي الذي شهد أحداث «الربيع العربي» وما أفرزه من حالات تمزقٍ في عمرانه ومجتمعاته.
فالعروبة لم تتناقض يوماً مع مفاهيم الدول الوطنية، ولكنها حينما تحولت إلى عقائد سياسية وأخذت أشكالاً حزبيةً هوت إلى أطر ضيقة، وبقيت حبيسة لها.
وتبقى الرموز واللغة والجغرافيا ويوميات الناس في مجتمعنا العربي هي الوجه الحقيقي للهوية العربية التي هي جامعة، دون أن ننزلها إلى مقام التأطير السياسي، فهي بالنهاية مجموعة الخصائص والسمات التي تتشكل عبر التاريخ والتي تميز أبناء وطن معين عن أبناء الأوطان الأخرى وتجعلهم يعرفون ويتميزون بصفاتهم تلك عمن سواهم من أفراد الأمم الأخرى.
ونحن في الأردن، لطالما رأينا أننا في وطن هويته الأردنية متجذرة نعتز بامتدادها لمشروع عروبي نهضوي نقيٍ في مراميه وقيمه، وموصول بالثورة العربية الكبرى.. لذا بقي الأردنيون على الأحداث التي شهدتها المنطقة منسجمين أكثر مع حاضرهم وماضيهم وجيرانهم.
فمسألة الهوية، التي مضى عليها نحو قرنٍ منذ تشكلت المنطقة ما زالت تحمل ملامح يراها البعض متناقضة ويراها آخرون جامعة بما تمثله من قيمٍ عروبية واسلامية ومسيحية تعبر عن وجه المنطقة، فالبعض يرى الجوامع أكثر من المفرقات، وهي وعي بالذات والمصير التاريخي الواحد من موقع الخير الهادي والروحي الذي تشغله في البنية الاجتماعية ويفعّل السمات والمصالح المشتركة التي تحدّد توجهات الناس وأهدافهم.
وبالوقوف على مسألة الهوية في دولنا الوطنية، نرى أمثلة لدولٍ كلبنان التي عانت من أزمة هويةٍ حادة عبر عقودٍ من تاريخها، إلى أن أعلنت عن ميثاقها الوطني الذي يعبر عن هذه الأزمة، في الحيرة بين مرجعية الإستعمار (أو نستطيع القول مرجعية آوروبية)، إذ جاء في خطاب رئيس وزرائها رياض الصلح عام 1943م، «أن لبنان ذو وجه عربي يستسيغ الخير النافع من حضارة الغرب».
وبقيت هذه العبارة تتردد على ألسنة اللبنانيين حتى سبعينات القرن الماضي كتعبير عن صيغة مشتركة للهوية، ولكنها نسفت لاحقاً بما شهده هذا البلد من أحداث.
وأيضاً، مسألة الهوية واتخاذ الأوطان أشكالاً اقليمية لها حينا وأشكالاً جامعة وعروبية حيناً آخر، ما زالت محل جدلٍ بين أبناء الوطن الواحد، فبينما تطرح دولٌ عربيةٌ خطاب القومية فأن أخرى تعبر عن فئة وتقصي أخرى، مما سبب حالة من الازدواجية بين الخطاب والممارسة.
وفي عصر «الربيع العربي» شهدنا حالة من «الوهن» في الهويات الوطنية، وظهور هويات أخرى إقليمية وطائفية ودينية كبديلٍ عنها، حتى أنها أخذت أوجه القتال بين أبناء الوطن الواحد، ولربما تكون الحالة السورية عبر ما شهدته من سنين ماضية هي التعبير الأمثل عما يجري في منطقتنا من ضعف للهوية.
وبين الدولة الوطنية والخطاب القومي.. تبرز الحاجة اليوم إلى اعادة الاعتبار للمفهوم العربي في خطاب دولنا، خاصة في المشرق العربي الذي شهد أحداث «الربيع العربي» وما أفرزه من حالات تمزقٍ في عمرانه ومجتمعاته.
فالعروبة لم تتناقض يوماً مع مفاهيم الدول الوطنية، ولكنها حينما تحولت إلى عقائد سياسية وأخذت أشكالاً حزبيةً هوت إلى أطر ضيقة، وبقيت حبيسة لها.
وتبقى الرموز واللغة والجغرافيا ويوميات الناس في مجتمعنا العربي هي الوجه الحقيقي للهوية العربية التي هي جامعة، دون أن ننزلها إلى مقام التأطير السياسي، فهي بالنهاية مجموعة الخصائص والسمات التي تتشكل عبر التاريخ والتي تميز أبناء وطن معين عن أبناء الأوطان الأخرى وتجعلهم يعرفون ويتميزون بصفاتهم تلك عمن سواهم من أفراد الأمم الأخرى.
ونحن في الأردن، لطالما رأينا أننا في وطن هويته الأردنية متجذرة نعتز بامتدادها لمشروع عروبي نهضوي نقيٍ في مراميه وقيمه، وموصول بالثورة العربية الكبرى.. لذا بقي الأردنيون على الأحداث التي شهدتها المنطقة منسجمين أكثر مع حاضرهم وماضيهم وجيرانهم.