القيادة في الزمن الصعب .. زيلنسكي نموذجاً للفشل!
المشكلة الأساسية في لقاء الرئيس الأوكراني زيلنسكي في البيت الأبيض تمثلت في محاولته بيع نفس البضاعة التي استمر في تسويقها أوروبيًا ولاقت نجاحًا واسعًا، فيقول للرئيس ترامب ما معناه أنتم لا تشعرون بالخطر الروسي لأن بينكم وبينهم المحيط، وكأن الأميركيين ستتملكهم مشاعر الخوف التي تسكن بولندا أو رومانيا أو التشيك أو النمسا، ويبدو أن الرئيس الأوكراني لم يمتلك الوقت الكافي ليشاهد لقاء ترامب مع رئيس الوزراء البريطاني ستارمر، والتلميح بعدم قدرة بريطانيا على مواجهة روسيا بنفسها!
تفاعلت الحسابات الخاطئة للرئيس الأوكراني ومهدت الطريق للغزو الروسي على أساس أنه سيتحصل على عضوية حلف شمال الأطلسي، وهو الأمر الذي لم يكن سوى مجرد حديث لا تدعمه وقائع حقيقية أو ملحة تجعل الحلف يضم أوكرانيا بمشكلاتها إلى منظومته، كما ولم يتمكن حتى من الحصول على أي خطوة جدية لينضم إلى الاتحاد الأوروبي، ولكنه أوجد الفرصة لحرب تخوضها بلاده بالوكالة عن أوروبا.
المساعدات الأوروبية مكنته من الاستمرار، وجعلت وصول الروس في موكب مهيب إلى كييف أمرًا مستبعدًا، ولكنها غذت أيضًا استمرار حرب أدت إلى خسائر كبيرة على الجانب الأوكراني، وفي نتائجها، ألحقت الكثير من الأذى بصورة روسيا، وهي النتيجة التي ليست مهمة بالنسبة للأوكرانيين بقدر ما كانت تبعث بعض الطمأنينة لبقية أوروبا.
لم تعد أوكرانيا فضاءً روسيًا تابعًا، وهذا أمر جيد نسبيًا، وفي المقابل، لم تصبح أبدًا جزءًا من أوروبا الانتهازية والمدللة التي يبدو أن الرئيس الأميركي أخذ يضيق ذرعًا بها وبمشكلاتها، ولذلك، كان طبيعيًا أن يجد الرئيس الأوكراني نفسه في ظروف غير مواتية في البيت الأبيض أدت إلى مشهد سيتذكره العالم الذي عليه أن يعتاد على العيش في زمن مضطرب سيستمر لسنوات طويلة قادمة.
قدوم ترامب إلى البيت الأبيض هو أحد أعراض المشكلة التي يعيشها العالم والمتمثلة في أزمة القيادة، ولكن جذور المشكلة تمتد لعقود مضت من الزمن شهدت تآكلًا لآليات الديمقراطية التمثيلية التي أصبحت مع الوقت أداة تعمل لمصلحة الشركات والتحالفات الاقتصادية الكبرى، مع تراجع كبير لأسس وضوابط الشفافية في العمل السياسي والعام، مع هجرة واسعة لأفضل العقليات من العمل العام إلى الخاص نتيجة التفاوت الهائل في المكافآت المادية بين العالمين، وكان هذا نموذجًا سائدًا لفترة، قبل أن تبدأ هذه الكيانات، ومنها ما هو عابر للدول والقوميات، العمل على إيجاد ممثلين من غير أصحاب الخبرة السياسية أو الكاريزما المناسبة لتولي المواقع السياسية، ومنهم الرئيس الفرنسي ماكرون وحاليًا التحالف بين ترامب ومجموعة من ممثلي بعض الفئات المهيمنة في عالم الأعمال، وخاصة التكنولوجيا، ليستحوذوا على السلطة بصورة مباشرة.
سقطت التقاليد السياسية القديمة في البيت الأبيض، ولم يعد يمكن الاختباء وراء اللغة الدبلوماسية، ليقف العالم اليوم أمام ضرورة البحث عن قيادات غير مطالبة بأن تتقدم بخطة بناء أو تنمية، فهذه أمور سيتم فرض أدواتها على العالم، بمعنى أنه لن يمكن أن تبقى مستقلًا بصورة كاملة لأن شروط التبادل القائمة على مستوى العالم ستتغير بعمق، وكل ما يتوجب على القيادات التي ستواجه هذه الحالة من عدم الاستقرار أن تتجنب التورط في تكلفة إعادة الفك والتركيب القائمة، وأن تحتفظ بالمسافة اللازمة من الفوضى، وربما هذه أمور فعلتها بعض الدول سابقًا ومنها اسبانيا في الحرب العالمية الثانية.
إغراءات كثيرة ستظهر في العالم للتورط في مكاسب سريعة، إلا أن الحكمة تقتضي بالقيادة الحكيمة تجنب التكلفة المرتفعة وتوظيف سياسات استهلاك الوقت، لأن ما يحدث عمليًا هو فورة تاريخية متكررة تشبه الحروب النابليونية في القرن التاسع عشر والحروب العالمية في القرن العشرين، ويبدو أن زيلنسكي الذي لم يهتم بقراءة لقاءات ترامب السابقة، تغيبت عن ذهنه هذه الحقائق التي لا يدركها الممثلون الكوميديون وتحتاج على الأقل لكتاب المسرح الكبار.
تفاعلت الحسابات الخاطئة للرئيس الأوكراني ومهدت الطريق للغزو الروسي على أساس أنه سيتحصل على عضوية حلف شمال الأطلسي، وهو الأمر الذي لم يكن سوى مجرد حديث لا تدعمه وقائع حقيقية أو ملحة تجعل الحلف يضم أوكرانيا بمشكلاتها إلى منظومته، كما ولم يتمكن حتى من الحصول على أي خطوة جدية لينضم إلى الاتحاد الأوروبي، ولكنه أوجد الفرصة لحرب تخوضها بلاده بالوكالة عن أوروبا.
المساعدات الأوروبية مكنته من الاستمرار، وجعلت وصول الروس في موكب مهيب إلى كييف أمرًا مستبعدًا، ولكنها غذت أيضًا استمرار حرب أدت إلى خسائر كبيرة على الجانب الأوكراني، وفي نتائجها، ألحقت الكثير من الأذى بصورة روسيا، وهي النتيجة التي ليست مهمة بالنسبة للأوكرانيين بقدر ما كانت تبعث بعض الطمأنينة لبقية أوروبا.
لم تعد أوكرانيا فضاءً روسيًا تابعًا، وهذا أمر جيد نسبيًا، وفي المقابل، لم تصبح أبدًا جزءًا من أوروبا الانتهازية والمدللة التي يبدو أن الرئيس الأميركي أخذ يضيق ذرعًا بها وبمشكلاتها، ولذلك، كان طبيعيًا أن يجد الرئيس الأوكراني نفسه في ظروف غير مواتية في البيت الأبيض أدت إلى مشهد سيتذكره العالم الذي عليه أن يعتاد على العيش في زمن مضطرب سيستمر لسنوات طويلة قادمة.
قدوم ترامب إلى البيت الأبيض هو أحد أعراض المشكلة التي يعيشها العالم والمتمثلة في أزمة القيادة، ولكن جذور المشكلة تمتد لعقود مضت من الزمن شهدت تآكلًا لآليات الديمقراطية التمثيلية التي أصبحت مع الوقت أداة تعمل لمصلحة الشركات والتحالفات الاقتصادية الكبرى، مع تراجع كبير لأسس وضوابط الشفافية في العمل السياسي والعام، مع هجرة واسعة لأفضل العقليات من العمل العام إلى الخاص نتيجة التفاوت الهائل في المكافآت المادية بين العالمين، وكان هذا نموذجًا سائدًا لفترة، قبل أن تبدأ هذه الكيانات، ومنها ما هو عابر للدول والقوميات، العمل على إيجاد ممثلين من غير أصحاب الخبرة السياسية أو الكاريزما المناسبة لتولي المواقع السياسية، ومنهم الرئيس الفرنسي ماكرون وحاليًا التحالف بين ترامب ومجموعة من ممثلي بعض الفئات المهيمنة في عالم الأعمال، وخاصة التكنولوجيا، ليستحوذوا على السلطة بصورة مباشرة.
سقطت التقاليد السياسية القديمة في البيت الأبيض، ولم يعد يمكن الاختباء وراء اللغة الدبلوماسية، ليقف العالم اليوم أمام ضرورة البحث عن قيادات غير مطالبة بأن تتقدم بخطة بناء أو تنمية، فهذه أمور سيتم فرض أدواتها على العالم، بمعنى أنه لن يمكن أن تبقى مستقلًا بصورة كاملة لأن شروط التبادل القائمة على مستوى العالم ستتغير بعمق، وكل ما يتوجب على القيادات التي ستواجه هذه الحالة من عدم الاستقرار أن تتجنب التورط في تكلفة إعادة الفك والتركيب القائمة، وأن تحتفظ بالمسافة اللازمة من الفوضى، وربما هذه أمور فعلتها بعض الدول سابقًا ومنها اسبانيا في الحرب العالمية الثانية.
إغراءات كثيرة ستظهر في العالم للتورط في مكاسب سريعة، إلا أن الحكمة تقتضي بالقيادة الحكيمة تجنب التكلفة المرتفعة وتوظيف سياسات استهلاك الوقت، لأن ما يحدث عمليًا هو فورة تاريخية متكررة تشبه الحروب النابليونية في القرن التاسع عشر والحروب العالمية في القرن العشرين، ويبدو أن زيلنسكي الذي لم يهتم بقراءة لقاءات ترامب السابقة، تغيبت عن ذهنه هذه الحقائق التي لا يدركها الممثلون الكوميديون وتحتاج على الأقل لكتاب المسرح الكبار.